على امتداد ساعة ونصف كان رواد مهرجان قرطاج الدولي على موعد مع القائد القرطاجي “حنبعل” الذي عاد بعد أكثر من عشرين قرنا ليعيد رسم ملحمته الأسطورية على هذه الأرض. “حنبعل باركا” كان هو العرض الذي أراد المؤلف التونسي جلول عياد ان يكرم به القائد القرطاجي حنبعل والذي كان خلاصة التعاون بين الأركسترا السمفوني التونسي والأركسترا الفليرموني المغربي. وقد تكون العرض السمفوني من ثلاث حركات فنية رسمت رحلة حنبعل عبرت الأولى وعنوانها” فخر قرطاج” -عبر تصاعد النسق الموسيقي- عن الاعتزاز بانتصارات هذا القائد أثناء الحروب البونية. وحملت الحركة الثانية عنوان ” العبور الطويل “والتي تميزت بنسقها البطيء معبرة عن رحلة التحدي التي خاضها حنبعل في جبال الألب والبريني بفيله الأربعين وبرجاله الذين فاقوا الثمانين الفا. اما الحركة الثالثة فحملت اسم” المسيرة المظفرة” و هي رحلة افتراضية تنبئ بعودة حنبعل إلى قرطاج عودة لم يقرها التاريخ ولكن تخيلها جلول عياد وجسدها بنسق موسيقي هادئ يصورالحلم. ويعتبر جلول عياد مؤلف “حنبعل باركا” من خيرة مؤلفي السمفونية فهو مسجل في مؤسسة المؤلفين والماحنين ومنتيجي الموسيقى SACEM، أول عمل قدمه كان Touches de vie في ماي 2004، كما كانت له عروض عديدة في الدارالبيضاء سنة 2005 وفي الرباط سنة 2007 وفي تونس 2008 في المسرح البلدي بتونس العاصمة. ويذكر أن عياد يشغل عدة مناصب من اهمها مدير عام ل BMCE BANK ورئيس إدارة BCME CAPITAL ونائب رئيس في MEDI CAPITAL BANK. ولمن فاته هذا العرض الذي أطرب الحضور فإن الفرصة ستكون سانحة يوم الأربعاء 16 جويلية لتدارك الأمر ذلك أن عرض “حنبعل باركا” سيكون حاضرا في مهرجان الموسيقى السيمفونية بالجم.