أخبار تونس - كانت مبادرة الرئيس بن علي بإقرار 2009 سنة وطنية لمكافحة التدخين محل اهتمام كبير لدى عديد الجهات العالمية، ومن بينها منظمة الصحة العالمية، التي ثمنت هذه المبادرة في عديد المناسبات وعبرت عن استعدادها لمساندة الحملة ضد التدخين. وعلى هذا الأساس، اختارت منظمة الصحة العالمية تونس لعقد مؤتمر دولي حول “مقاومة التدخين”، يومي 13 و 14 نوفمبر 2009 و المقام في نزل قرطاقو بلاص بقمرت ،وذلك تقديرا لجهودها للقضاء على هذه الآفة . وفى كلمة ألقاها السيد منذر الزنايدي وزير الصحة العمومية في افتتاح ملتقى فريق العمل الدولي لمنظمة الصحة العالمية المكلف بالبرامج الوطنية لمكافحة التدخين أمام ممثلين عن الحكومات والمجتمع المدني والمنظمات الدولية المعنية وباحثون وخبراء من عديد البلدان الشقيقة والصديقة،ونذكر من بينهم مساعد المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية الدكتور علاء علوان ، و مدير مكتب منظمة الصحة العالمية بتونس الدكتور إبراهيم عبد الرحيم ، كم يحضر هذا الملتقي مدير المركز المتوسطي للحد من المخاطر الصحية لمنظمة الصحة العالمية الدكتور ألطاف صدر الدين موساني ، و مدير برنامج التحرر من التبغ بمنظمة الصحة العالمية الدكتور “دوقلاس بيتشر”. وأكد الوزير على العناية الرئاسية الفائقة بالميدان الصحي مما مكنها من تحقيق نقلة هامة على امتداد العقدين الأخيرين. كما أشار إلى توفق تونس في القضاء على العديد من الأمراض و الأوبئة و قدرتها على السيطرة على الأمراض المستجدة و التحكم في أحدث التقنيات الطبية . وقدم مؤشرات صحية تتمثل في مؤمل الحياة عند الولادة (47.6 عاما) و التغطية الطبية ( طبيب لكل 860 ساكن ) إضافة إلى نسبة التغطية العامة بالتلاقيح 98بالمائة في حين بلغت نسبة وفيات الأطفال 16.6 بالألف. وتحدث الوزير في كلمته عن الرهانات التي تحرص تونسي على كسبها من خلال مواصلة مواكبة الطب المتطور و النهوض بجودة الخدمات العلاجية و تعميق السلوك الوقائي لمختلف فئات المجتمع من خلال السلوك الصحي السليم و المتمثل في التغذية المتوازنة و تعاطي الأنشطة الرياضية. وتأتي العناية التونسية بهذا الموضوع من خلال إقرار خطة وطنية متكاملة لمكافحة التدخين تشمل الجوانب التشريعية والترتيبية والتوعوية والتحسيسية فضلا عن المساعدة على الإقلاع عن التدخين . وتتمثل هذه الخطة في تشريك مختلف الأطراف المعنية من هياكل عمومية ونسيج جمعياتي ووسائل إعلام وطنية ومنظمات دولية لتنفيذ جميع محاورها المتضمنة تعزيز الأنشطة التحسيسة لتعميق الوعي بمضار التدخين وتعميم مشروع أوساط صحية ومدرسية وجامعية ومهنية خالية من التبغ وتقييم مردودية عيادات المساعدة على الإقلاع وتعميمها فضلا عن تفعيل قانون منع التدخين بالأماكن العمومية. وتم إطلاق حملات واسعة في مختلف وسائل الإعلام وعبر شبكة الهاتف الجوال و تكثفت الأنشطة الميدانية الموجهة لمختلف الفئات لاسيما بالأوساط المدرسية والجامعية والمهنية إلى جانب مرتادي المؤسسات الصحية والفضاءات الرياضية والثقافية. وتقرر في نفس الإطار توفير الجرعات الأولى عن معوض النيكوتين والحبوب المعالجة للإدمان بصفة مجانية مع مزيد الضغط على أسعار هذه المواد وتفعيل قانون تحجير التدخين بالفضاءات ذات الاستعمال الجماعي مع إعطاء الأولوية إلى المؤسسات الصحية والتربوية وتوسيع التحجير بصفة تدريجية على المقاهي والمطاعم والمؤسسات السياحية. كما تم تسهيل النفاذ إلى خدمات عيادات المساعدة على الإقلاع عن التدخين عبر مزيد تعميم هذه الفضاءات بإحداث ما يناهز 100 عيادة إضافية خلال 2009 في مختلف جهات البلاد ضمن تجربة بدأتها تونس منذ سنة 2000. كما بادرت وزارة الصحة العمومية بتدريب 1800 من أطباء الخطوط الأمامية في القطاعين العام والخاص و تكوين وتأهيل 1730 من أعوان الصحة في مجال المراقبة ورفع المخالفات لمعاضدة جهود أعوان الضابطة العدلية فضلا عن تشكيل لجان جهوية بكافة الولايات لمراقبة الفضاءات المستهدفة. وتعول الخطة الوطنية لمكافحة التدخين بشكل أساسي على المشاركة النشيطة لمختلف مكونات المجتمع المدني من خلال مزيد تعبئة قدرات المنظمات والجمعيات وتوظيف حضورها الميداني. وقد توفقت تونس خلال سنة 2009 إلى تعزيز الجهود على الصعيد الوطني لمكافحة ظاهرة التدخين بهدف التقليص في نسبة المدخنين بمعدل نقطتين سنويا خلال الأعوام الخمسة القادمة إلى جانب تطوير المواقف والسلوكات الرافضة للتدخين لدى كل الفئات في ضوء مبادرة رئيس الدولة إعلان 2009 سنة مكافحة التدخين.