أخبار تونس أشرف السيد محمد الغنوشي الوزير الأول وبتكليف من سيادة الرئيس زين العابدين بن علي ظهر يوم الأربعاء 9 ديسمبر على اختتام أشغال المؤتمر الدولي” معا من أجل النهوض بتشغيل الفئات ذوي الاحتياجات الخاصة ورعايتها” والذي احتضنته تونس من 7 إلى غاية 9ديسمبر. حضر لقاء الجلسة الختامية معالي الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ” الإيسيسكو” والسيد عبد الحميد بن سلامة الوزير المستشار لدى رئيس الجمهورية وعدد من الشخصيات البارزة من ممثلي مجموعة من الهياكل الإقليمية والدولية والوزراء... وتميز برنامج الجلسة الختامية برفع برقية شكر وامتنان من المشاركين في المؤتمر إلى فخامة الرئيس زين العابدين بن علي والسيدة ليلى بن علي رئيسة جمعية بسمة للنهوض بتشغيل المعاقين ورئيسة منظمة المرأة العربية. وفي كلمة توجه بها السيد محمد الغنوشي إلى الحضور أشاد بأهمية الايسيسكو في دعم النشاط الإنساني ذات الصبغة التنموية وذلك بفضل ما تقوم به من مبادرات لتعزيز الشراكة والتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني في الدول الأعضاء والجمعيات الاجتماعية الخيرية والتفاعل مع المبادرات الوطنية في دمج الفئات ذات الاحتياجات الخصوصية في حركة التشغيل. وأكد على أن الأهمية التي يوليها الرئيس زين العابدين لهذا المؤتمر تترجم إحاطته بمختلف فئات المجتمع ورغبته في إدماجهم في الحياة الاقتصادية والاجتماعية وأن ذلك يتنزل في صميم تكريس حقوق الإنسان وصيانة كرامته. ويأتي ذلك في إطار مقاربة شاملة تجعل من الإنسان منطلقها وأداتها وهدفها الأسمى وهي من الاختيارات المنتهجة منذ تحول السابع من نوفمبر 1987، والتي تعتمد على الإحاطة التامة بالعنصر البشري والنهوض بالإنسان باعتباره أثمن ثروة ورصيد التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما تقوم على دعم تفتح الاقتصاد الوطني على الفضاء الاقتصادي المعولم. وأشار السيد محمد الغنوشي إلى أهمية ماورد في كلمة السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية رئيسة منظمة المرأة العربية في افتتاح المؤتمر وأهمية الجهود المبذولة على عديد المستويات والدور المحوري الذي تضطلع به جمعية بسمة للنهوض بتشغيل المعوقين والتي استطاعت أن تغير العقليات وتدعم تساوي الحظوظ بين الأشخاص المعوقين وغير المعوقين، كما عززت القدرات المهنية لحاملي الإعاقة ونمت فيهم روح المبادرة والاعتماد على الذات. وأشار إلى شمولية التوجهات والأهداف التي يتضمنها برنامج رئيس الجمهورية للسنوات الخمس القادمة من أجل دعم الفئات ذات الحاجيات الخصوصية وتكثيف الجهود للإحاطة بهم والإرتقاء بالخدمات المقدمة لهم وذلك عبر مجموعة من الحوافز. وختم قوله بأن المؤتمر مثل مناسبة مميزة لتعميق الرؤى والمقاربات ودعم التواصل بين الهياكل الرسمية ومكونات المجتمع المدني وأن نداء تونس من أجل النهوض بتشغيل الفئات ذات الاحتياجات الخصوصية يمثل مرجعا ثريا ينير معالم الطريق ويدفع نحو التنمية والتقدم. كما عبر عن شكره للمشاركين لتبنيهم مقترح السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية بوضع جائزة دولية سنوية لأحسن جمعية محلية مختصة في النشاط الصحي والاجتماعي تتميز بإدماج أكبر عدد ممكن من أصحاب الاحتياجات الخصوصية في الحياة العملية. أما معالي الدكتور عبد العزيز التويجري فعبر عن امتنانه للرعاية السامية والعناية السابغة للرئيس زين العابدين بن علي رئيس للمؤتمر وبالرئاسة الفعلية لحفل افتتاحه من قبل السيدة ليلى بن علي رئيسة جمعية بسمة للنهوض بتشغيل المعوقين ورئيسة منظمة المرأة العربية. وقد أشاد بأهمية المشاركة الواسعة لعدد من الوزراء وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية وكبار الشخصيات واعتبر أن الكلمة التوجيهية المنهجية التي ألقتها السيدة ليلى بن علي رئيسة جمعية بسمة حفزت مختلف جهود البحث العميق في محاور المؤتمر. وأبرز أن الاهتمام بالمعاقين يندرج ضمن مقاربة شمولية لحقوق الإنسان وأنه عمل تشاركي تعاوني إنساني تتضافر فيه جهود الحكومات والمنظمات والجمعيات وأن جمعية بسمة تعد مثالا رائعا للعمل الاجتماعي...فتشغيل هؤلاء يساهم في إضاءة البسمة على شفاهم وزرع الأمل في قلوبهم وتقوية إرادة التحدي للإعاقة التي لا يمكن أن تحد من قدراتهم... كما نوه السيد عبد العزيز بن عثمان التويجري بأهمية التعاون الدولي في مختلف مجالات التربية والتعليم ومحاربة الأمية وحق الرعاية الصحية والنفسية ووضع التشريعات وضمان الامتيازات القانونية التي تكفل الحقوق المدنية والثقافية... وأكد أنه سيتم اعتماد ” نداء تونس من أجل النهوض بتشغيل المعاقين” والذي تم بحث محاوره في المؤتمر في إطار الكلمة المهمة التي وجهتها السيدة ليلى بن علي وسيتم العمل على تنفيذه وذلك بالتعاون مع جمعية بسمة ومع المنظمات والجمعيات ذات الاهتمام المشترك ومع الدول الأعضاء. واعتبر المدير العام لمنظمة الإيسيسكو أن هذه الوثيقة إضافة بالغة القيمة والأهمية للوثائق الدولية الصادرة عن مؤتمرات دولية عقدت في تونس ومنها مؤتمرات عقدتها الإيسيسكو بالتعاون مع منظمات دولية ومع الحكومة التونسية. واختتم المؤتمر بقراءة “نداء تونس من أجل النهوض بتشغيل المعاقين” والذي نوه بأهمية التكافل والتضامن بين مختلف فئات المجتمع والذي جاء ليدعم مختلف الحقوق والمكاسب المتحققة لحاملي الإعاقة ولدعم مختلف الجهود الإقليمية والدولية لفائدة هذه الفئة الاجتماعية وقد رحب به مختلف الحضور من عدة بلدان من العالم شاركوا في أشغال المؤتمر.