أخبار تونس - يوافق يوم الجمعة 18 ديسمبر 2009 الفاتح من شهر محرم للعام الهجري الجديد 1431. وقد دأب التونسيون على الاحتفال برأس السنة الهجرية إحياء لذكرى هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، بطرق مختلفة. ففي جزيرة جربة وغيرها من مدن الجنوب الشرقي تحرص ربات البيوت على طبخ المحمص بالقديد والكثير من البقول وتزيينه بكميات كبيرة من البيض الملون الذي يتم توزيعه بعد ذلك على الأطفال. ويطبخ الطبق بطريقة مميزة ومختلفة عن الطرق المتبعة خلال سائر أيام السنة ، حيث يتم بالقديد، ويضاف إليه الكثير من البقول والفول الأخضر ويزين بالبيض المسلوق. والقديد هو لحم مجفف في الشمس، أضيف إليه الملح والكركم. وتحرص العائلات على الاحتفاظ بكمية من لحوم الأضحية لأجله. ويستقبل التونسيون العام الجديد بطبق الملوخية ليكون العام “أخضرا” أي مباركا وسعيدا، فاللون الأخضر يرمز دوما للخير. و(الملوخية التونسية تطحن ورقاتها حتى تصبح دقيقا) و يستمر طهيها لعدة ساعات على نار هادئة إلى أن يستقر زيتها وينشف ماؤه. وتفضل بعض العائلات “البلدية” طهيها في “الكروانة” وهي عبارة عن قدر تقليدي من النحاس وعلى الجمر مما يكسبها لذة أفضل. ويودع البعض السنة الهجرية الماضية بطبق خاص من الكسكسي يسمونه ” كسكسي رأس العام العربي “. وتشترك في طريقة إعداده تقريبا كل مناطق البلاد ويختلف عن طبق الكسكسى المألوف فلا توابل العادة ولا خضار ولا لحم طازج أوسمك بل يعتمد في إعداده حبات كسكسي العولة والقديد والفول والحمص الجاف والكركم أو الزعفران مع بعض الإضافات الصغيرة غير المؤثرة من منطقة إلى أخرى ويكون ذلك وجبة العشاء في تلك الليلة. ويحتفل سكان مدينة نابل بالوطن القبلي بطريقتهم الخاصة في هذه الذكرى الدينية، حيث يضيفون إلى أطباقهم عرائس من الحلوى تكون في شكل عروس بالنسبة إلى الفتيات وفى أشكال ديك أو حصان أو أسد بالنسبة إلى الفتيان. وخلال الأسبوع الأخير من السنة تمتلئ المتاجر بمثل هذه العرائس التي يحتفظ بها إلى حين مقدم عاشوراء. ومن التقاليد التي تحافظ عليها نساء مدينة نابل في استقبالهم للعام الهجري الجديد إعداد أكلة الكسكسى بالقديد والعصبان المجفف الذي يتم تزيينه بالبيض المسلوق والحمص والسكر والحلوى والفواكه الجافة...