أخبار تونس- قال وزير السياحة السيد سليم التلاتلي أن الوجهة السياحية التونسية حافظت على جاذبيتها إزاء الأزمة الاقتصادية العالمية بفضل تنويع المنتوج السياحى. وأضاف الوزير خلال حوار تلفزي جمعه بالمهنيين وممثلي المجتمع المدني أن السياحة في تونس تمكنت من المحافظة على استقرارها بالرغم من تراجع أداء السياحة العالمية بنسبة 4 بالمائة والسياحة الاورومتوسطة بنسبة 6 بالمائة. وعزا التلاتلي هذا الأداء إلى الاجراءات التي اتخذتها تونس لتنويع المنتوج السياحى التونسي، حيث لم تعد تقتصر السياحة على الشاطئ فقط وانما صارت تشمل الصحراء والثقافة والبيئة، كما أشار الوزير إلى أهمية البنية الأساسية المتوفرة فضلا عن مقومات الأمان والاستقرار التي تتمتع بها البلاد. ويرى متابعون أن السياحة التونسية التي ترتكز أساسا على الشواطئ والبحر والمنتجعات الساحلية (80 بالمائة من المنتوج السياحي) انطلقت في دعم منتوجها السياحي ليشمل السياحة الثقافية والسياحة البيئية والسياحة الصحراوية فضلا عن سياحة الاسترخاء وسياحة الغولف (الصولجان). ولاحظ وزير السياحة أن الهدف المنشود يتمثل في خلق منتوج مستقل لبعض الانشطة السياحية ومنها السياحة الصحراوية وترويجه في فترات غير فترة الذروة، كما دعا إلى معالجة مشكل موسمية النشاط السياحي والعناية أكثر بالسياحة الصحراوية والتقليص من ظاهرة سياحة العبور بمناطق الجنوب التونسي المتميزة بموروثها الحضاري التاريخي العريق وبخصائصها الطبيعية الفريدة. ودعا الوزير إلى مزيد العناية بالسياحة الثقافية وأعلن أن وزارة السياحة تعد لاتفاقية مع وزارة الثقافة والمحافظة على التراث لإنجاز ثلاثة مشاريع نموذجية تخص منطقة قرطاج ودقة الأثريتين ومتحف باردو الذي يضم مجموعة فريدة من الفسيفساء في العالم. كما تدرس الوزارة إمكانية الارتقاء ببعض التظاهرات الثقافية الى مستوى التظاهرات العالمية لجلب نوعية معينة من السياح وبما يخدم صورة تونس الثقافية ويرتقى بالسياحة التونسية إلى مستويات أرفع. وتعتمد تونس في ترويجها للسياحة الثقافية على ثراء المخزون الحضاري والتاريخي للبلاد الضارب في القدم والذي يعود إلى 3000 سنة بدءا بالحضارة البونيقية والرومانية مرورا بالحضارة القرطاجنية وصولا إلى الحقبة البربرية والإسلامية. كما يمثل الموروث اللامادي كالموسيقى والفنون بصفة عامة رافدا من روافد السياحة الثقافية في تونس حيث تستقطب المهرجانات الثقافية عددا كبيرا من السياح الأوفياء كالمهرجان الدولي بالجم للموسيقى الكلاسيكية ومهرجان الجاز بطبرقة ومهرجان المالوف ومهرجان دوز ومهرجان القصور الصحراوية... وأوصى أحد المتدخلين بمزيد العناية بالسياحة الرياضية في تونس التي أضحت تستقطب اهتمام عدد متنام من السياح في العالم وتحقق مردودية يمكن ان تسهم في تمديد الموسم السياحي لا سيما وأن تونس مشهود لها بحسن تنظيم التظاهرات الرياضية إلى جانب توفرها على البنية الأساسية اللازمة فضلا عن مميزاتها المناخية وموقعها الجغرافي واستقرارها السياسي والاجتماعي. وترمي الخطة الترويجية لهذا الصنف الى تشجيع الاستثمار في هذا النوع من المشاريع من ذلك المشروع الاستثماري الذي تنفذه مجموعة خليجية لإحداث أكاديمية بها ثلاث اختصاصات رياضية )السباحة وكرة القدم والتنس( لتكوين التونسيين والأجانب على حد سواء. وشهدت السنوات الأخيرة اهتماما متزايدا بسياحة الغولف (الصولجان) حيث تتوفر قرابة عشرة ملاعب غولف إضافة لمشاريع مستقبلية من ابرزها مشروع مدينة تونس الرياضية لمجموعة أبو الخاطر الإماراتية الذي سيوفر عديد الملاعب الجديدة. يشار إلى أن سياحة الغولف تعد من أرقى أنواع السياحات وأكثرها عائدات مالية. ونوه التلاتلي بمزايا السياحة البيئية التي تعد منتوج جديد من شأنه أن يسهم في تنويع العرض السياحي التونسي مؤكدا ان تونس تولى الجانب البيئي اهمية قصوى في كل القطاعات. وأكدت متدخلة ان هذا النمط من السياحة بات اليوم محددا أساسيا في خيارات السائح اليقظ والمهتم باحترام البيئة وهو ما يدعو الى دعم هذه السياحة لدعم إشعاع صورة تونس كوجهة سياحية خضراء تحترم البيئة. وتتولى تونس للغرض إنجاز جملة من المشاريع السياحية البيئة على غرار سد بني مطير بمحافظة جندوبة -شمال غربي- الذي يستكمل السنة القادمة الى جانب مشاريع في كل من محافظات زغوان وسيدي بوزيد وسليانة والقصرين. وتتوفر تونس على خصوصيات بيئية فريدة كالتنوع البيولوجي والمشاهد الطبيعية الخلابة يضاف إليها الطقس المعتدل والموقع الجغرافي الاستراتيجي وهو ما ساهم في استقطاب نوعية جديدة من السياح، حيث بينت دراسة إستراتيجية حول السياحة البيئية تواجد 72 موقعا في تونس قادر على احتضان أنشطة ذات صبغة بيئية. وتعد السياحة المصدر الأول للعملة الأجنبية في تونس وهي ثاني مشغل لليد العاملة بعد القطاع الزراعي بنحو 400 ألف موطن شغل. كما تغطي عائدات السياحة قرابة 75% من العجز التجاري لتونس. ويتوقع مسؤولون تونسيون أن تستقطب بلادهم في موفى 2014 أكثر من 10 ملايين سائح سنويا وأن تدر السياحة أكثر من 5 مليارات دولار. كما سيساهم القطاع السياحي في التحرير الكامل للدينار نهائيا وسيعزز مخزون البلاد من العملة الصعبة.