تمكنت ادارة إقليم أمن صفاقس زوال يوم أمس الخميس من إماطة اللثام على أفراد شبكة تمكنوا من سرقة ما يقارب ال25 سيارة مرسيدس من صفاقس وبعض الولايات المجاورة فرطوا في بعضها بالبيع خارج حدود الوطن. ويستفاد من خلال أولى المعلومات التي توفرت لدى «الشروق» انه تبعا لبعض التشكيات التيتقدم بها بعض المتضررين من صفاقس للتبليغ عن سرقة سياراتهم والتي هي كلها من نوع «المرسيدس»، أولت إدارة الاقليم بالجهة الموضوع عناية خاصة وجندت للغرض عددا كبيرا من الأعوان والمحققين للبحث عن أية معلومة تقود الى لصوص المرسيدس. تخطيط محكم مجهودات رجال الامن المركزة والسرية، أفضت في وقت قياسي الى حصر التهمة في شابين من ولايتين مجاورتين غادرا السجن في الأيام القليلة الفارطة، وقد تعود الشابان على زيارة صفاقس والاقامة فيها مستعملين سيارة مؤجرة يجوبون بها ليلا ونهارا أغلب شوارع المدينة والمناطق السكنية الواقعة بالجهة ربما للبحث عن السيارة التي يسهل السطو عليها. وبتتبع تحركات المشتبه فيهما وملازمتها ملازمة لصيقة، أمكن للأعوان الكشف عن كل تصرفاتهما وعلاقتهما ببعض الاشخاص من دولة عربية مجاورة، وبالرغم من أن هذه المعلومات المجردة بامكانها ان تشكل موضوع تتبع وتحقيق أمني وعدلي، إلا أن الخطة الأمنية اقتضت الاكتفاء بتتبعهما حتى حانت اللحظة المناسبة التي هم فيها أحدهما بفتح باب سيارة كانت راسية أمام أحد المصانع. لكن ما ان بادر أحدهما بخلع الباب معتمدا على مفتاح صالح لكل السيارات «باس بارتو» حتى داهمه الاعوان رفقة شريكه، وبإلقاء القبض على المتهمين متلبسين لم يجدا من بد الا الاعتراف بما نسب اليهما وتقديم تفاصيل مثيرة حول نشاطهما. تفكيك وترويج فالمتهمان اعترفا في التحقيقات أنهما تمكنا من السطو على ما يقارب ال25 سيارة مرسيدس، وقد فرطا في أغلبها بالبيع داخل حدود دولة عربية مجاورة، كما اعترفا انهما فككا البعض الآخر دالين الاعوان على المستودع الذي يخفيان فيه المسروق. وللغرض، تحول الاعوان الى الولاية الواقعة بالجنوب حيث عثروا على سيارة واحدة مفككة والثانية تنتظر لحظة العناية بها سواء بتفكيكها او ببيعها على حالتها تلك خارج حدود الوطن. ومواصلة في التحقيقات، اعترف المتهمان انهما خططا لكل العمليات حين كانا وراء القضبان، كما اعترفا بتعاونهما مع شريك ثالث من دولة عربية مجاورة تتمثل مهمته في استقبال المسروق الذي يصله عبر المسالك الجبلية التي تفصل بين الدولتين وترويجها في بلده بعد تزوير بعض الوثائق. وقد أفادت الابحاث أن المتهمين من ذوي السوابق العدلية وأن أحدهما غادر السجن بعد 9 سنوات قضاها وراء القضبان من أجل السرقة، في حين قضى الثاني عقوبة أقل من الاول لكن الثنائي يشتركان في عزمهما على مواصلة السرقة وهو ما خططا له ونسقاه حين كانا داخل السجن. المتهمان الآن رهن الايقاف في انتظار الكشف عن تفاصيل أخرى ربما تكون أكثر اثارة و»عمقا».