كانت عملية سوسة الارهابية والاجراءات المعلنة لتفادي تكرار مثل هذه الحادثة الاليمة أبرز محاور اللقاء الذي انتظم صباح اليوم الاثنين بوزارة الشؤون الخارجية وجمع وزراء الخارجية والداخلية والسياحة بعدد من سفراء البلدان الشقيقة والصديقة المعتمدين بتونس. وقد عبر الوزراء الثلاثة بالمناسبة عن شكرهم للحكومات والشعوب التي أكدت تضامنها مع تونس عقب هذه العملية الجبانة التي أودت بحياة 38 سائحا معربين أيضا عن امتنانهم للسياح الذين رفضوا مغادرة تونس عقب العملية الارهابية رغم ارسال حكوماتهم طائرات لإجلائهم الى أوطانهم. وفي هذا الصدد رحب وزير الخارجية الطيب البكوش بعدم اصدار حكومات ضحايا العملية الارهابية تعليمات لمواطنيها بعدم زيارة تونس معتبرا أن تزامن عملية سوسة مع ما حصل في عدد من الدول دليل على عولمة ظاهرة الارهاب ما يستوجب مزيد التضامن سيما في الجوانب الاستعلاماتية من أجل مكافحتها. وقال إن الهدف من العمليات الارهابية هو ضرب الديمقراطية الناشئة في تونس من خلال ضرب الاقتصاد والسياحة وهي رسالة معلنة من قبل الارهابيين. وفي سياق متصل دعا الوزير الى البحث عن حلول سلمية وعاجلة لبؤر التوتر خاصة في ليبيا التي تنامت فيها ظاهرة الارهاب وتمكن فيها تنظيم الدولة الاسلامية الى السيطرة على مساحات كبيرة من الشواطئ الجنوبية للبحر الابيض المتوسط وهو ما بات يهدد أمن تونس. ومن جانبه استعرض وزير الداخلية ناجم الغرسلي جملة الاجراءات التي اتخذتها الحكومة عقب عملية سوسة الارهابية لحماية المناطق السياحية على غرار تركيز قوات أمنية مسلحة داخل النزل وخارجها وتأمين المسالك السياحية والمواقع الاثرية موضحا أن اعلان حالة الطوارئ يهدف الى تحقيق أقصى درجات الامان بالبلاد ولا يعني بأي حال من الاحوال التراجع عن هامش الحريات أو عن ارساء الديمقراطية بالبلاد. وذكر بالإجراءات التي اتخذتها وزارة الداخلية منذ عملية متحف باردو يوم 18 مارس 2015 والتي راح ضحيتها 21 سائحا وأحد أعوان الامن بالإضافة الى مقتل منفذي العملية مشيرا الى أن الوزارة قامت عقب العملية الاخيرة بتفعيل منظومة الامن السياحي وارساء تدابير لضمان سلامة الجاليات الاجنبية والخاصة المقيمة بتونس وحماية المنشآت والمصالح التعليمية والدينية والثقافية والمجمعات السكنية الاجنبية.