تعيش تونس هذه الايام على ايقاع الفن الرابع وذلك بمناسبة تنظيم الدورة الحادية عشرة لأيام قرطاج المسرحية. الدورة الجديدة لأيام قرطاج هذا العام لها نكهة خاصة باعتبار انها تتزامن مع الاحتفال بالذكرى العشرين لتأسيس الايام، التي بعثت عام 1983 . وقد مرّت هذه التظاهرة بأطوار ومراحل عديدة منذ التأسيس الى اليوم.. عشرون عاما مرّت من عمر هذه التظاهرة حافلة باللحظات الجميلة واللقاءات الممتعة التي رسخت في اذهان رجال المسرح. حاولنا رصد ما تبقى من ذكريات عن الدورات السابعة لدى مجموعة من المسرحيين فكانت هذه الحصيلة. ذكريات يقول المسرحي المنصف السويسي احد مؤسسي هذه التظاهرة واول مدير لأيام قرطاج المسرحية: «استحضر اليوم اجواء الدورة الاولى للمهرجان وكيف كانت مدينة تونس تنتظر هذا الحدث الفني الفريد من نوعه، اتذكر ايضا اجواء اللقاءات، والفرجة والبهجة التي كانت تميز الشارع التونسي الذي يلبس احلى زينة بالمناسبة..». ويضيف الفنان المنصف السويسي: «احمل في ذاكرتي، اشياء جميلة رغم الجهد والتعب وسهر الليالي، اذكر اننا لم نعرف النوم قبل يومين من افتتاح الدورة الاولى كنا نعمل ليلا نهارا حتى نضمن افضل الظروف لهذا المولود الفني الجديد، لحظات عظيمة كانت عند الاعلان عن افتتاح الدورة الاولى لن انساها ابدا..». علاقات اما المسرحي منير العرقي فيؤكد ان جل علاقاته في الاوساط المسرحية والاجنبية كانت بفضل ايام قرطاج المسرحية، ويقول في هذا الصدد: «ايام قرطاج المسرحية هي التي دفعتني الى دخول معهد الفنون الدرامية هذه التظاهرة هي التي دعمت شغفي بالمسرح، ولها الفضل ايضا في لقائي بعديد المسرحيين العرب والاجانب. لقد اكتشفت خلال مشاركتي في مهرجانات عربية واجنبية، ان اغلب الذين التقيهم هناك، هم من المسرحيين الذين عرفتهم وتمتنت صداقتي بهم من خلال ايام قرطاج المسرحية شخصيا انتظر هذا الموعد بكل شغف، للقاء الاصدقاء والاطلاع على التجارب الجديدة، ايام قرطاج تضفي حركة على الساحة الفنية وتعطي المدينة طابعا احتفاليا مميزا..». تزامن المسرحي الأسعد بن عبد الله صاحب «المنسيات» التي افتتحت هذه الدورة وكذلك «كاف الهوى» التي تمثل تونس في المسابقة الرسمية له ذكرى جميلة مع هذه التظاهرة، ويقول عنها: «لقد تزامن تنظيم الدورة الاولى لأيام قرطاج المسرحية مع دخولي المعهد العالي للفنون الدرامية وقد بدأت رحلتي معها منذ ذلك التاريخ، كانت تظاهرة جديدة، غير مسبوقة وكنا ننتظر انطلاقتها بكل شغف، كانت محور حواراتنا في المعهد قبل بدايتها، كنا نتساءل ونتابع اخبار التحضيرات... «. ويضيف المسرحي الأسعد بن عبد الله: «احمل الكثير من الذكريات عن الدورات السابقة خصوصا اللقاءات مع مسرحيين عرب وأفارقة وأوروبيين صاروا من الاصدقاء، ايضا بعض الاعمال الجميلة التي اكتشفناها بفضل ايام قرطاج المسرحية... شخصيا علاقتي جد وطيدة بهذه التظاهرة وموعد استعد له خصيصا هي مكسب ثقافي هام بالنسبة لنا كمسرحيين مثقفين عموما..».