لطفي البنزرتي المدرب الحالي للاتحاد الرياضي المنستيري مدرب قدير ترك بصماته اينما حل. حظه أنه لم يمكن من فرصة الاشراف على فريق من الفرق التي تفوق الاتحاد امكانيات مادية. واستطاع ان يحوّل فرق عاصمة الرباط من فريق لا يتعامل الا مع الصراع من اجل البقاء الى فريق يطيح بالكبار ويفتك الزعامة لثلث المشوار. ولولا ظروف قاهرة وغياب المال قوام الاعمال لكان موقع ابناء المنستير اليوم في غير موقعهم هذا الموسم، ولتغير حال هذا المدرب الذي سينصفه التاريخ يوما جلسنا الى السيد لطفي البنزرتي في حوار اتسم بالعفوية والصراحة. * بداية قوية للاتحاد ثم تراجع مذهل، ما هي الاسباب؟ رغم الظروف الصعبة التي انطلقنا فيها تمكنا من تحقيق نتائج ممتازة لكن توقف البطولة اضر بنا وكنا ضحية ركوننا الاضطراري الى الراحة في وقت كان فيه المنافس ينشط. ولو عدنا الى سجل التاريخ لوجدنا انفسنا وقد انهزمنا امام فرق تنشط ونحن في بطالة. ومن هذه الامثلة النجم النادي الصفاقسي شبيبة القيروان الترجي... * لكن الفريق عجز عن الانتصار امام فرق تعيش نفس الوضع على غرار الاولمبي للنقل النجم الخلادي والمرسى؟ في المرسى تعادلنا مع مستقبل المكان وهو فريق صعب المراس امام جمهوره وامام الاولمبي للنقل والنجم الخلادي انعدم الرهان لابنائي ولم يعد هناك ما يرغبهم او يرهبهم، فهم خرجوا من السباق وهم اصبحوا لا يخشون الخوف من النزول. وهذا ما أثر على مردودهم وعلي حماسهم. فباتوا يستسهلون المباريات فكان ان خسروا نقاطا ثمينة ما كانوا ليهدروها لو حضر الرهان. * تحدثت عن الراحة الاضطرارية التي اضرت بالفريق والحال ان كأس الرابطة جعلت لسد الفراغات؟ سباق كأس الرابطة في شكله الحالي لم يظف شيئا. فكل الفرق لم تقحم في جل اللقاءات الا لاعبي الامال والبدلاء، وحتى اذا فكرنا في اللعب بفريق الاكابر. فهل كنا نستفيد من ذلك ومنافسونا يلعبون بلاعبين لا يقدرون على مجاراتنا؟ * وهل من الافضل الاستغناء عن هذه الكأس؟ بل قل من الافضل تغيير توقيتها الذي لن يكون الا قبيل انطلاق الموسم وليكن هذا السباق محطة تحضيرية للبطولة. ووقتها سترى ان جل الفرق ان لم نقل كلها ستنخرط في المشاركة. * كيف ترى مستقبل الفريق؟ الفريق اكتسب من الخبرة ما يؤهله للعب ادوار افضل. وبمزيد الخبرة والاحتكاك سيتمكن اللاعبون الشبان من فرض الذات وتقديم المردود المنتظر منهم. * كثر الحديث عن مغادرة عدد من اللاعبين للفريق. هل من تأكيد؟ هناك رغبة من عدد العناصر الاساسية في مغادرة الاتحاد بعد ان انتهت عقودهم على غرار الجواشي رمزي بن يونس وزاهر الطرابلسي بالاضافة الى صابر الطرابلسي وكريم دلهوم اللذين التحقا بالاتحاد في اطار سلفة. لكن لا شيء نهائي لان امكانية مواصلة المشوار لهؤلاء اللاعبين تبقى واردة حيث لا يستبعد ان يحصل الاتفاق على ذلك مع الهيئة المديرة. * في صورة التحاق هؤلاء بفرق اخرى، ألا ترى ان ذلك سيحدث فراغا يصعب سده؟ لا أحد ينكر قيمة هؤلاء الا أن الاتحاد بامكانياته المادية الحالية لا يمكنه ان يعيش الا بالاعتماد على ابنائه من اللاعبين. صحيح نحن في عهد الاحتراف، لكن النوادي التي لا تمتلك اموالا كبيرة لا قدرة لها على انتداب لاعبين جاهزين وتحمل تكاليف منح الامضاء والجرايات ومصاريف الاقامة وغيرها خاصة وان مداخيل الملاعب تقلصت بعدما شهدته البطولة من تقطعات عديدة الى درجة ان الجماهير اصبحت تجهل مواعيد اجراء هذه الجولة او تلك. فكان ان شرعنا منذ الموسم الفارط في اعطاء الثقة لعدد من اللاعبين على غرار فرج البنوني صالح مزالي قيس مخلوف سامي بلحاج يوسف طارق عاشور اكرم معتوق وحمزة يونس وهؤلاء سيصبحون الركائز الاساسية للفريق. * اذن ما قمت به من تشبيب كان خيارا الا ضرورة؟ لا أنكر أنه كان خيارا لكنه كان ايضا ضرورة نتيجة تعرّض عدد من الركائز الاساسية لاصابات متعددة الى درجة أننا لم نلعب لقاءين او 3 بنفس التشكيلة. وقد أثر عدم استقرار التشكيلة على مردودنا ونتائجنا. * حراسة المرمى في حال تأكد رحيل الجواشي كيف ترى الحل؟ برغم قيمته وخبرته لن يترك الجواشي فراغا نظرا للقيمة الثابتة للحارس محمد الصفاقسي ثم ان الاتحاد يمتلك حارس مرمى واعد في شخص الحارس الشاب مالك قعبج والذي سأعطيه فرصته في اللقاءات المتبقية. * لا أحد ينكر ما قدمته للاتحاد من خدمات وما اصبح عليه الفريق من مستوى يؤهله للالتحاق بمنظومة الفرق الكبرى التي تنافس من اجل التتويج. هل تنوي مواصلة المشوار؟ قبل البداية اعلنتها صراحة وقلت انني سأغادر الفريق في نهاية الموسم مهما تكن النتائج. لذا فإنني مقر العزم على الرحيل. * قد تكون النتائج من أهم العوامل؟ الحديث عن النتائج يدفعني الى تذكير الأحباء بالماضي القريب والبعيد للاتحاد... ففريقنا كان يلعب دوما من اجل الحفاظ على موقعه بالوطني. وكان في اغلب الاحيان لا يتنفس الصعداء الا مع الجولة الختامية وفي افضل الاحيان ما قبلها. وكان لا يقدر ايضا على تخطي الادوار الاولى في كأس تونس. وها هو الفريق اليوم يضمن بقاءه منذ الثلث الاول من البطولة. ويدرك في الموسم الماضي المربع الذهبي. ولئن اخفق هذا العام في تخطي فريق الشبيبة لاسباب متعددة فإن بلوغ هذا الدور ليس بالامر الهين خاصة وقد ازحنا حامل اللقب. * فهل تكون اتصالات مع فرق اخرى وراء هذا القرار؟ «ما فمّاش»... (وضحك... وهو ما يؤشر لحصول بعض الاتصالات). * الترفيع في عدد فرق الوطني أ الى 14 هل تراه مفيدا؟ كلما ارتفع العدد كلما تحسن المستوى شريطة ان نحترم الرزنامة ونضمن التواصل والا وضعنا في مأزق. فنحن لم نكمل المشوار بعد ب 12 فريقا. فكيف سيكون حالنا ب . وأرى ان الحل يكمن في منع الازدواجية في المشاركة في السباقات القارية او الاقليمية ووضع رزنامة مع الالتزام بها. * وما هو رأيك في البلاي اوف والبلاي اوت؟ هو افضل المسالك لتحسين مستوى كرة القدم التونسية، فوقتها سيرتفع عدد اللقاءات الكبرى ويقترب المستوى في البقية لقد نجحت التجربة ولكنها لم تتواصل الا لموسم واحد... والرجوع اليها ينفع النوادي والجماهير، حيث يزيد الاقبال وتتحسن المداخيل وتحضر الفرحة. * قبل انتداب روجي لومار كنت من بين المرشحين لتسلم القيادة او لخطة مساعد، لكن ذلك لم يتم، هل كان احد وراء ذلك؟ أهل الجامعة اختاروا لومار لدرايته وحنكته بالتظاهرات الكبرى ومع نبيل معلول وفق في الفوز بكأس افريقيا وهو ما شرف كرة القدم التونسية واسعد كل التونسيين. وأنا شخصيا سعدت اكثر لان جل العناصر تدربت على يديّ على غرار سانطوس زياد الجزيري قيس الغضبان رياض البوعزيزي انيس العياري جوهر المناري ناجح براهم وهذا ما يجعل اسم المدرب لا يهم بقدر ما تهم النتائج الحاصلة. * المنتخب بعد التتويج تراجع مستواه... لماذا حسب رأيك؟ منتخبنا ككل المنتخبات المتوجة يمر بأصعب الفترات اذ لا ننسى ان التتويج جاء نتيجة عدة عوامل قد لا تستمر. فالى جانب دور الجامعة والاطار الفني هناك التحضيرات الكبرى وهناك تركيز اللاعبين واصرارهم على البروز وهناك بالخصوص دور الجمهور الذي اعطى للفريق شحنة معنوية كبيرة جعل اللاعبين يقدمون اقصى العطاء. وهذا ما يدعو الى مطالبتهم بالاستفاقة من غفوة الانتصار والاستعداد كليا للمرحلة الحالية والمستقبلية. * وضعتنا القرعة بمجموعة تضم المغرب منافسنا التقليدي والذي سيعمل على الثأر لنفسه منا، هل ترى ان الترشح سيلعب بين هذين المنتخبين؟ كلا فلا يجب استسهال بقية المنافسين، فكل الفرق الافريقية تحسن مستواها والخطر الحقيقي قد يأتي من الفرق المغمورة والترشح سيلعب خارج الحدود. * اللاعبون الاجانب هل قدموا الاضافة؟ بالتأكيد لكن ليسوا جميعا، وهناك من اعطى اضافة كبرى على غرار صالو طاجو سانطوس كلايتون وحتى بلادنا ربحت عملة صعبة خاصة وقد اصبحنا محط انظار اوروبا والخليج.