* الاهداء: الى روح والدي بلى...أيّتها الشجرة العجوزْ... يا شجرة الخرّوب على ضفاف تجاعيد عروقك الشاهقة من الشرق الى الغرب... من الغرب الى الشرق... كان يهدأ شيخ... تهدّجت في فيه الكلماتْ أغتيلت على شفتيه البسماتْ ولكن... كانت تهطل فيه بُروق الامنياتْ... كان يتكوّم في برْنسه الاسودْ يتورّم فيه العزاء الاسودْ كان يرتّق تجاعيد الأيام... يخاتل الاحلام... يقاتل الأوهامْ... .......................... بلى... أيتها الشجرة العجوزْ... يا شجرة الخروبْ... هنا... كان يهدأ الرجل العجوزْ... هنا كان يهدأ أبي... تلفحه مسامير الاقدارْ... و... كان يخطف الفجر بعينيه كان يغنّي:... حتما سيورق النّهارْ... ......................... يا محراب أبي... أيّتها الشجرة العجوزْ... هذا شذاه صرصر منك يتقاطرُ هذه زنبقة ريحة تتدلهمّ في عروقي تينع في دمي وطنا... يا... ريحي المحطّمة كهذا الزمنْ توسّدي شذاه... الوطنْ يا... زنبقة ريحه... اتّسعي... اتّسعي لهذا الوطنْ... .......................... يا... أبت... سماؤنا تناثرت عروقها تحجّر حبر النجومْ... بحارنا تساقط رطبها في أفواه الغيومْ... يا... أبتِ... عناكب النّور تسلّقت أنفاس الحمامْ تصلّب الهواء في صحارينا وبين أجنحة النّخيلْ... فواكه الرّمل تُغتصبُ يا... أبت.. كل حينْ... ونُسقى رماد الماء في بيتنا... أين ندى الشمس الذي ارضعتنى؟ أين يا... أبت.. طيف النسيم الذي أرضعتني أين شواطئ النّور التي اهديتني... يا... أبت.. تعبت القصيدة على كتفي... ترهّل الحبر... تعب الوطن من وطني... فمتى يزغرد فيّ التّين والزيتون وأسمو إليّ وطنا لا يهونْ .......................... يا محراب أبي... أيّتها الشجرة العجوزْ... يا شجرة الخرّوبْ جمر الصّبر ينهشني... يقتاتني... «أيوب» تعب من سكني فيه فقذفْتُني حجرا من فيه... وسال دمي من قلمي يرفو أمنيات الاطفالْ يزرع المطرَ في النّارْ... وأنا السّاكن في دمي أمطارا وأمطارْ .......................... يا... أبتِ... قبعوا فينا منذ امطار القرون الخوالي افتكّوا منّا حياتنا ليغزلوا منها حياتهم... يتّموا فينا الاعين المفتولهْ رياحنا وأمطارَنا المصْقولهْ... شرّدوا ذاكرتنا... ينابيعنا الظلْ... شرّعوا لنا تربيّة الأمنيات والأمل .......................... يا محراب أبي... أيّتها الشجرة العجوز... يا شجرة الخرّوبْ متى تنمو أشعّة العصافير وتتّسع قطرات الضوء فينا؟! متى يلد ويُولد «صلاح» فينا؟! الضّوء غزلناه منذ الاف الشموسْ ولكنه... تاه... تاه يا... أبت تاه بين أفخاذ العذارى وتقْبيل الكؤوسْ .......................... يا... أبت نَمْ ملْء الحَجَرْ خَبَبُ العصافير آت... آت لا ريب على صهوة البنادقْ... سنُشعل الماء في جحور البيادقْ ستورق، حتما، يا... أبت... أجراس المطرْ وستثمر، حتما، أغصان الحجرْ... فنمْ يا... أبت... في «موطنك»... نَمْ ملء الوطنْ... * جبل النمايرية... سليانة أثناء الهزيع الاخير من الليل في 14 15 16 17 مارس 2004