تعرّض احد المساكن خلال الاسبوع الفارط الى عملية سرقة طالت مجموعة من المصوغ ومبلغ ثلاثة الاف دينار. فتولّى اعوان مركز الحرس الوطني بحي الرفاهة من معتمدية المنيهلة (ولاية اريانة) البحث في القضية وتمكنوا من ايقاف مشبوه فيه وهو عامل مختص في الدهن ويبلغ من العمر 28 سنة. انطلقت الابحاث على اثر تقدّم مواطنة تقطن مسكنا علويا موجودا فوق مخبزة، وأفادت بأن مسكنها تعرّض الى السرقة في واضحة النهار (الساعة 15 بعد الزوال) واوضحت ان اللص عمد الى خلع احدى النوافذ والدخول الى المنزل ثم توجّه الى خزانة جدارية بها ملابس معلقة على شماعات، ووراء هذه الشماعات توجد خزانة اخرى، قا السارق بخلعها هي الاخرى واستولى منها على قطع عديدة من المصوغ منها ما هو عتيق ونفيس ومنها ما هو عصري جديد كما استولى على مبلغ ثلاثة الاف دينار. ومن خلال معاينة الاعوان لموقع الحادثة، ثبت أن السارق لا يمكن ان يكون الا عارفا بالمكان وبجزئياته وبوجود خزانة داخل الخزانة، وباستفسار المتضرّرة عن المترددين عليها، تم حصر الشبهة في شخص اصيل منطقة اخرى من ولاية اريانة يشتغل في الدهن، وسبق له ان قام باعمال لفائدة صاحبة المنزل، وقام بدهن تلك الخزانة مما مكّنه من التعرف على خباياها. وبعد التعرف على هويته ومقرّ سكناه واماكن تواجده، تولّى اعوان مركز حي الرفاهة مراقبة تصرفاته فلاحظوا كثرة نفقاته مما لا يتلاءم مع امكانياته الحقيقية. ولما شعر بقرب ا يقافه تحصّن بالفرار. لكن ذلك لم يمنع الاعوان من القبض عليه عند محاولته ا لدخول الى مقر سكناه. وبتفتيشه ثم العثور بجيوبه على قطع صغيرة من الحلي القديمة. فتم جلبه الى المركز وتم عرض قطع الحلي على المتضرّرة التي تعرفت عليها واكّدت انها جزء من المسروق. وأمام هذه الادلة، لم يجد عامل الدهن بدّا من الاعتراف بالسرقة كما دل الاعوان على مكان اخفاء المسروق. فقد عمد الى التحوّل الى عائلة من معارفه تقطن حيا بعيدا عن حيّه وعن الحي الذي تمت فيه السرفة. وهناك اخفى المصوغ المسروق بعربة رضيع دون علم اهل الدار بالامر. وفعلا تحوّل الاعوان الى ذلك المنزل واسترجعوا المسروق امام دهشة اهل المنزل، وتم ارجاعه الى صاحبته. أما المبلغ المالي فقد تصرّف فيه وانفقه في ملذاته وشؤونه الخاصة، وقد برّر فعلته تلك بضيق ذات اليد وبحاجته الى المال لتوفير المصاريف اللازمة للزواج، اذ هو مقبل على الزواج في هذه الصائفة. وهكذا ختمت الابحاث وبعد استشارة النيابة العمومية ارجع المحجوز الى صاحبته واحيل المشبوه فيه موقوفا على العدالة لتقول كلمتها في الغرض.