صرّح الدكتور فاروق بن منصور مدير مركز الصحة الانجابية بباردو انه آن الاوان لإقحام التربية الجنسية بالمدارس والمعاهد الثانوية والجامعات حماية للشباب التونسي الذي يأتي الى المركز بمعدل 21 عيادة في اليوم. والتقت «الشروق» الدكتور بن منصور خلال زيارة ميدانية للمركز نظمها ديوان الاسرة والعمران البشري امس في اطار ورشة تكوينية حول الاعلام في مجال الشباب والصحة الانجابية. وافتتح الدكتور حديثه الينا بتقديم المركز حيث افاد انه اول مركز يهتم بصحة الشباب ويخضع لعيادة خاصة في الصحة النفسية والجنسية تم بعثها منذ جانفي 2000 . وتتفرّع العيادة الى ثلاث محطات وهي محطة الاستقبال والتوجيه ومحطة عيادة علم النفس والمحطة الطبية. وأشار الى ان الحالات تخضع احيانا لثلاث محطات واحيانا لمحطة واحدة او محطتين واحيانا أخرى تمرّ مباشرة من المحطة الاولى الى المحطة الثالثة. وذكر من جهة أخرى ان المركز يحتوي على عيادة للتغذية ذلك ان الحالات الوافدة عليه قد تصاب بسوء تغذية نتيجة العزوف عن الاكل الناتج عن القلق النفسي. **أسباب وسبل افاد الدكتور ان اكبر شريحة تزور المركز هي الإناث وتتوزّع اسباب الزيارة الى الحمل واضطراب الدورة الشهرية وتفقد سلامة البكارة والامراض المنقولة جنسيا واسباب اخرى كالإجهاض وغيره. وبلغة الارقام صرّح الدكتور بأن عدد عيادات الشباب تطوّر من 400 عيادة سنة 2000 الى 750 عيادة سنة 2001 الى اكثر من 1200 عيادة سنة 2002 الى اكثر من 1100 عيادة سنة 2003 وبالنسبة لهذه السنة بلغت ما يناهز ال 1500 عيادة حتى نهاية شهر ماي وتوقع ان تصل الى ثلاثة آلاف حالة مع آخر السنة. وحول شريحة وسنّ الشباب الذي زار العيادة افاد ان اعمارهم تتراوح بين 21 و22 سنة وهم من مختلف الشرائح والمستويات الاجتماعية. ولمزيد الاحاطة بالشباب حرص المركز على فتح قسم خاص بتلامذة السنة التاسعة المطالبين بالقيام بملفات حول الصحة النفسية والتنظيم العائلي اضافة الى تخصيص هاتف اخضر للاجابة عن استفسارات الشباب عن بعد وذكر انه توجه الى عموم الطلبة خلال السنة الماضية بمحاضرات للتحسيس والتوعية ومستقبلا سيتم التوجه للمدارس وللمعاهد. وانتقد الدكتور واقع الصحة الانجابية في تونس والعقلية التي يجب ان تتغيّر لأنه آن الاوان لذلك وارجع كل اللوم على المؤسسة العائلية والمؤسسة التربوية والمؤسسة الاعلامية. وخلص الى القول بأنه لابدّ من تربية الابناء على الثقافة الجنسية وتعرية السلبيات امام الابناء اضافة الى ضرورة وضع استراتيجية وطنية. **ما يخالج الصدر اصطحب الدكتور فاروق بن منصور الصحفيين في زيارة الى وحدات المركز وتبيّن ان الوحدات مجمعة في مساحة ترابية مترابطة ليمر الشاب او الشابة من واحدة الى أخرى بصورة آلية. وتتمثل هذه الوحدات في وحدة الارشاد الشبابي ووحدة الاعلام والتثقيف لتلاميذ السنة التاسعة ووحدة علم النفس السريري ووحدة الهاتف الاخضر ثم وحدة مختصة في الجنس السريري. ويزور هذه الوحدات ما يقارب 15 شابا يوميا وتحدثت «الشروق» الى واحدة منها حيث افادت انها تتساءل حول امكانية ايجاد صيغة علاجية تمنعها من المرض لأن لها علاقة جنسية برجل متزوّج وسوف تصبح لها علاقة جنسية اخرى بزوجها الشرعي مع نهاية الصيف. ولم تخف الفتاة انها وجدت كل الاحاطة بتمكينها من ايجاد حل. وحول الوضع الاجتماعي لهذه الحالة قالت: «امي وابي مطلقان منذ سنوات وابي لا ادري اين ذهب؟». وأفادت الدكتورة مفيدة مثلوثي طبيبة مختصة في الامراض الجنسية انه تمّ تسجيل خلال سنة 2000 (432 حالة جديدة) و750 حالة جديدة سنة 2001 و1270 حالة جديدة سنة 2002 و770 حالة جديدة سنة 2003 وتقريبا 2000 حالة حتى جوان 2003 . وتتوزع الحالات الى 54 لهم علاقات جنسية معلنة و38 حمل غير مرغوب فيه و14 امراض غير منقولة جنسيا و4 منقولة جنسيا و11 تعاني اضطرابات جنسية و7 تثبت من البكارة. واضافت ان الذكور يتساءلون عن اسباب انتفاخ الثديين والاضطرابات الجنسية. ونصحت الدكتورة بالتزام العفة والابتعاد عن الممارسات الجنسية او استعمال الواقي لمنع الحمل والامراض كما نصحت بالابتعاد عن الممارسات السطحية لأنها تؤدي الى الحمل.