انتهزت دار الشباب حي الخضراء بسيدي بوزيد الفرصة بمناسبة العطلة الشتوية لتنظيم يوم مفتوح تحت عنوان «معا من أجل صحة أفضل». التظاهرة إستاثرت بإهتمام ومتابعة العديد من النساء والأطفال ومثلت فرصة للقيام بالعديد من العيادات المجانية
وقد واكب اليوم المفتوح عدد كبير من الأطفال والنساء الذين حضروا عدة عيادات مجانية في الفحص العام وقيس مستوى السكري وقيس ضغط الدم وعيادة لفحص سرطان الثدي وعنق الرحم وخلية إرشاد وتوجيه في الصحة الانجابية أجراها أطباء وفنيون وإطارات يعملون بالجهة على الراغبين والراغبات في الفحوصات الطبية وغيرها. وكانت الأمراض المنقولة جنسيا ومرض السيدا أهم المحاور في المداخلات العلمية التي حاضر فيها الأطباء المدعوون لذات الغرض. حول فقرات اليوم المفتوح حاورت «الشروق» ثلة ممن تواجدوا في فضاء دار الشباب حي الخضراء بسيدي بوزيد وكانت البداية مع السيدة نوة صالحي البالغة من العمر 44 سنة التي قالت إنها جاءت صحبة ابنها التلميذ كريم صالحي لإجراء فحص طبي وذكرت أنها هي أيضا تعاني من مرض السكري منذ مدة وأنها قد استغلت الفرصة للقيام بفحوصات في الغرض وأعربت عن نجاح هذه التظاهرة المتميزة خاصة وأنها وجدت الوقت الكافي لتشخيص حالتها والاستماع إلى النصائح التي قدمها لها الطبيب وتمنت لو تتكرر مثل هذه العيادات وخاصة خارج المواعيد الرسمية للعيادات الطبية في مركز الصحة الأساسية للحي الذي تسكنه وذلك للحد من تفاقم أمراض العصر وخطورتها. و من جهتها ذكرت والدة التلميذ جاسر منصري أنها ما إن سمعت بالتئام هذه التظاهرة حتى هبت مسرعة لإجراء فحص على فلذة كبدها المصاب بمرض السكري. وأضافت أنها كلما سمعت بمثل هذه العيادات أو باكتشاف أدوية جديدة وما شابه ذلك إلا وتحولت على عين المكان آملة أن تجد ما يخفف عن ابنها من ذلك المرض الذي أصيب به مبكرا علما وأنه لا يوجد من بين أفراد عائلته من يعاني من السكري وعبرت عن إعجابها بهذه التظاهرة التي جنبتها ظاهرة التزاحم والتدافع وطول الانتظار مثلما يحدث في الأيام العادية خلال عيادات مركز الصحة الأساسية في الحي الذي تسكنه. السيدة ريم بريكي متزوجة وأم لأبناء أكدت أنها قد استفادت كثيرا من هذه التظاهرة التي استمعت فيها إلى نصائح وجيهة تتعلق بكيفية التعامل مع الرضع الأطفال من حيث تنظيم الأغذية والتلاقيح والرضاعة والفطام وكذلك عملية الحمل في فترات متباعدة حتى تحافظ الأم على صحتها ويلقى الأطفال الرعاية الكاملة من قبل أمهاتهم وبينت أنها استمعت إلى المداخلة التي تتعلق بالأمراض المنقولة جنسيا وكيفية الوقاية منها وخاصة ما يتعلق بالسيدا وطرق عدواها. وفي لقاء جمعنا بعدد كبير من النسوة في جلسة تقييمية مع طبيبة وقابلة وعون فني في التثقيف الصحي أعربت الحاضرات عن زوال بعض القلق والحيرة على صحتهن وخاصة في ما يتعلق بسرطان الثدي الذي بالإمكان اكتشافه بسهولة عن طريق الثدي كلما أحست المرأة ببعض الآلام أو التغيرات في الثدي سواء كان ذلك أثناء فترة رضاعة الطفل أو خارجها وأعربت الحاضرات كذلك عن أهمية الفقرات التي تضمنتها المداخلات بطريقة سهلة ومفهومة تناولت إلى جانب المواضيع المذكورة مواضيع أخرى مثل آثار «الزطلة والتدخين والكحول» وغيرها على الحياة الأسرية والصحة البشرية. وقبل مغادرتنا دار الشباب حي الخضراء سألنا السيد أحمد الفرشيشي مدير الدار عن أسباب قيامه بهذه التظاهرة فقال : «هذه التظاهرة تندرج ضمن محور «الشباب والتربية الصحية» مع تعميم هذا التدخل التنسيقي لفائدة متساكني حي الخضراء والمرض من مختلف أحياء مدينة سيدي بوزيد» وأضاف الفرشيشي «إن الأطراف المعنية قد أبدت تجاوبا كبيرا بحكم أن هذا العمل خيري تضمن عيادات مجانية لفائدة ضعاف الحال وغيرهم وضم لقاءات وحوارات مباشرة حول الصحة البشرية في مختلف مراحل العمر وخاصة الحياة الزوجية منها وحول جملة من الأمراض الفتاكة والخطيرة جدا وطرق الوقاية منها. وتجدر الإشارة إلى أن التظاهرة «معا من أجل صحة أفضل» تخللت فقراتها ورشات تصوير ومباريات ثقافية للأطفال وفقرات موسيقية وتنشيطية متنوعة.