شهدت اللحوم الحمراء خلال الفترة الاخيرة نقصا واضحا انجر عنه ارتفاع غير مسبوق في الاسعار حيث اشتكى المواطنون من بلوغ سعر العلوش 15 دينارا لدى بعض القصابين. نقص اللحوم الحمراء وارتفاع أسعارها هو محل متابعة من قبل الهياكل المعنية وكان يوم أمس محل جدل ومحور الاجتماع الذي التأم بوزارة الفلاحة والموارد المائية. أسباب وللبحث عن أسباب وعوامل هذا النقص تحدّثت «الشروق» الى السيد نورالدين العبيدي رئيس غرفة تجار التفصيل والجملة للحوم الحمراء الذي أفاد أنه تم تسجيل نقص واضح خلال هذه الفترة في اللحوم الحمراء بنوعيها «البقري والعلوش». وذكر محدّثنا أن النقص يعود الى كثرة الاستهلاك خلال شهر رمضان من جهة والى تأثّر العرض والطلب بالأمطار الاخيرة التي شملت عديد الجهات وانجر عنها صعوبة في التنقل. وكذلك اقتراب عيد الاضحى الذي يحتاج الى وقفة تأمّل في الحاجيات المطلوبة مستقبلا. وذكر أن الهياكل المعنيّة اجتمعت للنظر في هذه المسألة وأجمعت على ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة واللجوء الى التوريد إن لزم الأمر وسيتم خلال الاجتماع القادم المتوقّع عقده يوم 15 أكتوبر تحديد حاجيات عيد الاضحى والنظر بالتوازي في حاجيات السوق مستقبلا. وصرّح بأنه من المنتظر توريد كميات من اللحوم الحمراء خلال الاسبوع القادم لتعديل السوق وتهدئة الأسعار. وحول الارتفاع غير المسبوق الذي عرفته اللحوم جرّاء هذا النقص واستغلال القصّابين للوضع قال رئيس الغرفة «أن القصّابين ليس لديهم علاقة بارتفاع الاسعار لأنهم يشترونها بسعر مرتفع بدورهم وهامش ربحهم في ذلك ضئيل جدّا». توريد وأفاد السيد كريم داود عضو الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري المكلّف بالانتاج الحيواني أنه تبعا للظروف المناخية المتقلّبة التي شهدها موسم 2008 والأوضاع العالمية الصعبة التي انعكست على أسعار المواد الأولية شهدت منظومة اللحوم الحمراء اختلالا تمّت ملاحظته من خلال ارتفاع عدد الحيوانات المستبعدة (ابقار ونعاج) وذبح الحيوانات المسمّنة دون الاوزان العادية خاصة منها العجول. وقال «أن هذا الوضع أدّى الى انخفاض في الأسعار على مستوى الانتاج مقارنة بكلفة الانتاج اضافة الى تلبية حاجيات للسوق من الانتاج الوطني للحوم حيث لم يتم اللجوء الى توريدها سواء في شكل حيوانات أو على شكل لحوم جاهزة باستثناء اللحوم المجمّدة لتلبية حاجيات القطاع السياحي. وذكر أنه رغم كل هذه الظروف الصعبة فإنه تم توفير حاجيات السوق من الأضاحي خلال عيد الاضحى الذي تزامن مع موفّى 2008. وبخصوص سنة 2009 وتبعا للظروف المناخية الطيّبة التي شهدها الموسم والاجراءات الرئاسية المتّخذة لمساندة قطاع تربية الماشية كثّف المربّون نشاطهم في قطاع اللحوم الحمراء حيث ارتفع عدد العجول بورشات التسمين وتمسّك المربّون بحيواناتهم الى انتهاء فترة التسمين وارتفاع اسعار الحيوانات بالتوازي مع ارتفاع كلفة الانتاج وتوريد حوالي 5 آلاف رأس من العجول الضعيفة المعدّة للتسمين لتنشيط الورشات (ما يعادل حوالي 500 طن من اللحوم عند التوريد). وذكر أن أسعار الحيوانات المعروض بأسواق الدواب من أبقار وأغنام كما يلي: سعر العجول المعدّة للتسمين من 3.9 دنانير الى 4.5 دنانير للكلغ الحي وسعر العجول المسمّنة من 3.9 دنانير الى 4.9 دنانير للكلغ الحي وسعر الابقار المستبعدة من 1.8 دينار الى 3 دنانير للكلغ الحي ويتراوح سعر الخرفان من 5.5 دنانير الى 6.2 دنانير للكلغ الحي وتراوح سعر البركوس بين 4.7 دنانير الى 5.8 دنانير للكلغ الحيّ. وأفاد بأنه تم احصاء حوالي 16 ألف رأس من العجول بالورشات التي يتابعها ديوان تربية الماشية وتوفير المرعى والمجمع المهني المشترك للحوم الحمراء والألبان خلال شهر أوت 2009 مقابل 10 آلاف رأس في نفس الفترة من سنة 2008 أي بزيادة بحوالي 30٪. واعتبر أن هذا المؤشر ايجابي جدا لقطاع اللحوم الحمراء في الفترة القادمة وهو راجع أساسا لتراجع أسعار الاعلاف الخشنة واستقرار أسعار الأعلاف المركّبة. وذكر أنه تم خلال سنة 2009 توريد حوالي 5 آلاف رأس من العجول المعدّة للتسمين وحوالي 1200 طن من لحوم الأبقار المجمّدة وغيرها من الكميات لتعديل السوق ومجابهة النقص. ووافقت وزارة الفلاحة على توريد 5 آلاف رأس من العجول الى موفّى 2009 من قبل شركتين منها 3 آلاف رأس من العجول المعدّة للتسمين من أمريكا اللاتينية لفائدة احدى الشركات المختصة.