وقع الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس على مشروع قانون يسمح للقوات الأمريكية في أفغانستان بدفع المال لمقاتلي «طالبان» ليتخلوا عن العنف ضد حكومة قرضاي، فيما أدّت المعارك التي اندلعت امس بمقر الاممالمتحدة بالعاصمة كابول بمقتل ستة من موظفيها. وقال رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي امس في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» انه يتصوّر ان الأموال ستدفع لمقاتلي «طالبان» «لحماية مواطنيهم». وتقول فقرة في القانون السنوي للتخصيصات الدفاعية انه بإمكان القوات الأمريكية استخدام الأموال لدعم «إعادة الاندماج في المجتمع الأفغاني.. لهؤلاء الذين يتخلون عن العنف ضد الحكومة الأفغانية»؟ وخصصت واشنطن مبلغ 1.3 مليار دولار لهذا الهدف بعد ان تم استخدام استراتيجية اغراء المسلحين بالمال على نطاق واسع في العراق، لكنها المرّة الاولى التي يتم فيها تبني هذا النظام رسميا في أفغانستان. وعلى صعيد متصل كشف تقرير لصحيفة «صنداي تايمز» الأمريكية ان معنويات قوات الاحتلال الأمريكي آخذة في التراجع بعد أحداث العنف الأخيرة التي راح ضحيتها العشرات من عناصر المارينز. وقالت الصحيفة انه على الرغم من ان الجنود الأمريكيين قرؤوا ارشادات بشأن كيفية التصدي «للمتمردين» واستمعوا الى جنرالاتهم وهم يتحدثون عن كيفية الانتصار فإن الحقائق على الارض مختلفة وميادين القتال بالنسبة للامريكيين في أفغانستان باتت دموية ومؤلمة ومثيرة للاحباط، وفق الصحيفة. وذكرت ان «قوات المارينز المتمركزة في ولاية هلمند تعيش حالة من الترقب والقلق بين سندان عداء الأهالي ومطرقة هجمات حركة (طالبان)». وعلى الصعيد الميداني اعلنت مصادر امنية أفغانية أمس ان المعارك التي اندلعت بين عناصر من «طالبان» اقتحموا دار للضيافة يستخدمها موظفو الأممالمتحدة وسط العاصمة كابول وقوات الامن الافغاني اسفرت عن مقتل ستة من الموظفين الدوليين «على الأقل» وإصابة خمسة آخرين. ومن جانبه أعلن ذبيح الله مجاهد الناطق باسم حركة «طالبان» مسؤولية الحركة عن الهجوم قائلا «ان المهاجمين كانوا مزودين بأحزمة ناسفة وقنابل يدوية وبنادق آلية». وأضاف ان الغرض من الهجوم «إفساد الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في السابع من نوفمبر المقبل».