قالت مصادر اخبارية أمس ان القوات السعودية فرضت حصارا بحريا على جزء من ساحل البحر الأحمر من جهة شمالي اليمن في مسعى لمنع وصول الامدادات إلى المتمردين الحوثيين، وذلك في سياق الحملة العسكرية التي تخوضها السعودية للقضاء على التمرّد الحوثي الذي بدأ من شمال اليمن وتسلّل إلى أراضيها. ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن مستشار حكومي سعودي لم تكشف هويته القول «إن السّفن الحربية السعودية تلقت الأوامر بتفتيش أي سفينة مشتبه فيها تبحر قبالة السواحل اليمنية الشمالية الغربية بحثا عن مقاتلين وأسلحة». حصار بحري وبعد الحصار البحري آخر حلقة من الحملة السعودية على المتمردين اليمنيين، فبعد سلسلة من الانتهاكات التي قام بها الحوثيون في مناطق داخل الحدود السعودية قامت القوات السعودية بعدّة غارات جوية مركزة استهدفت المتسللين الحوثيين إلى داخل أراضيها. وفي هذا السياق، أعلن نائب وزير الدفاع السعودي الفريق خالد بن سلطان أن هذه الغارات الجوية ستستمر إلى أن يخلي الحوثيون مواقعهم على الحدود بين البلدين. وقال سلطان الذي كان يقوم بتفقد القوات السعودية المنتشرة في محافظة جازان السعودية المتاخمة للحدود اليمنية: «لن نتوقف عن القصف الجوي ما لم يبتعد الحوثيون عشرات الأميال إلى داخل الأراضي اليمنية». وكانت البحرية اليمنية قد احتجزت، الشهر الماضي، سفينة إيرانية محمّلة بأسلحة مضادة للدروع. وذلك أمام شواطئ ميدي في البحر الأحمر عند أقصى الشمال الغربي لليمن. في الأثناء قالت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» إن اليمن وقع اتفاقا مع الولاياتالمتحدة للتعاون في مجال المخابرات العسكرية والتدريب في الوقت الذي تواجه فيه البلاد تمردا يزداد سوءا في الشمال. وأضافت «سبأ» أن البلدين وقعا الاتفاق في صنعاء أمس الأول بعد يومين من المحادثات في ثاني جولة من تلك المفاوضات. ونقلت «سبأ» عن رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن أحمد علي الأشول ان «هذه الجولة حققت نتائج طيبة بأهدافها المشتركة والمتمثلة في تعزيز التعاون للقضاء على الارهاب والتهريب والقرصنة البحرية». وزادت حدة القتال بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين الذين يقولون انهم يعانون من التهميش السياسي والديني والاقتصادي في أوت الماضي عندما شنت صنعاء هجوما عسكريا استهدف منطقتهم. وتخشى الولاياتالمتحدة والسعودية من أن يتيح القتال في شمال اليمن والنزعة الانفصالية في الجنوب لتنظيم «القاعدة» توسيع وجوده في اليمن لتكون قاعدة جديدة للعمليات بالمنطقة. اتهامات متبادلة وقد تبادل تنظيم «القاعدة في الجزيرة العربية» والمتمردون الحوثيون الاتهامات على خلفية الصراع في المنطقة. ووجه قيادي من «القاعدة» يدعى محمد الراشد في تسجيل صوتي على الأنترنت أمس انتقادات شديدة إلى إيران والشيعة في كل الدول العربية بشكل عام معتبرا إياهم «العدو الأول» بعد الدول الغربية، كما ندّد بالسياسة السعودية، متوعدا الرياض بهجمات دامية، على غرار محاولة اغتيال نائب وزير الداخلية. وبرّر في التسجيل المنسوب إلى الراشد رفضه التقارير التي تربط تنظيمه بطهران إلى جانب التنديد بما يقوم به المسلحون الحوثيون الشيعة في اليمن. وتزامن تصريح القيادي في «القاعدة» مع إصدار زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي مساء أمس الأول تسجيلا مماثلا، ينفي فيه صلة الحوثيين ب«القاعدة» ردّا على اتهامات ساقتها الرياض لهم.