احترقت كامل محتويات مقام الولي الصالح سيدي عبد الملك بقصر قفصة اثر حريق شب فيه ليلة أول أمس. وقد لحقت بتابوت الولي الصالح وقبور أحفاده المدفونين بجواره وأبوابه أضرار وصفت بالجسيمة ولم تسلم مصاحف القرآن الكريم والجدران والسقف من الاحتراق. وقد هب أعوان الحماية المدنية بمجرد علمهم بخبر الحريق وتمكنوا من اخماد النيران وتحول ممثل النيابة العمومية رفقة أعوان الامن الذين قاموا بمعاينة الحادثة و رفعوا الادلة اللازمة التي من شأنها ان تكشف لهم عن مرتكبها او مرتكبيها خصوصا انه تمت معاينة خلع على مستوى احدى النوافذ الحديدية وكذلك آثار قدم في مدخل المقام. كما تمت معاينة بعثرة في خزائن الكتب ومصاحف القرآن الكريم بقاعة المقام وترجح مصادرنا مبدئيا ان تكون نية الجاني او الجناة متجهة أصلا الى السرقة سيما ان المقام ذاته تعرض الى السطو بالخلع في مناسبتين سابقتين. وقد اثارت هذه الجريمة استياء بالغا لدى أحفاد الولي الصالح لما يمثله هذا الرمز من مكانة لديهم وما اعتبروه مسّا بجدهم وإهانة مستهدفة لهم. وقد شاهدنا بعض النسوة يبكين لما لحق بالمقام من أضرار وكأنهم فقدن عزيزا عليهن... ويعود تاريخ دفن سيدي عبد الملك الى حوالي 500 سنة وقد أسس في قائم حياته اول مسجد جامع بالجهة (سيدي خليل) كما حبس ثلاثة أحباس من أرضه لفائدة العلماء وطالبي العلم، وينحدر من الولي الصالح عمر بن عبد الجواد جده المقام ضريحه قبالته بالنهج المقابل وترجع سلالته (حسب ما يشاع) الى فاطمة الزهراء رضي ا& عنها. وتعكف حاليا الاجهزة الامنية بكل جدية للكشف عن ملابسات هذه الجريمة ومن يقف خلفها ويبدو أنهم قد توصلوا الى الكشف عن أول خيوطها في انتظار ما ستكشف عنه الابحاث لاحقا.