لم تتضح الرؤية بعد حلول موعد انطلاق عمل المترو في الجزء الجديد الممتد بين الدندانومنوبة على مسافة حوالي 5 كلم والذي تمّ الانتهاء من أشغاله منذ أواسط أكتوبر بتكلفة ناهزت ال100 ألف دينار وتم اجراء سفرات تجريبية على السكك الحديدية بواسطة النوع الجديد من العربات (المستعملة على خط المروج). وكان الحديث قد كثر خلال شهر أوت الماضي عن انطلاق عمل هذا الخط الجديد تزامنا مع العودة المدرسية (منتصف سبتمبر) لكن ذلك لم يحصل ثم تحدثت مصادر غير رسمية عن انطلاق أولى سفرات هذا الخط في شهر أكتوبر (في منتصفه ثم في نهايته) ثم في شهر نوفمبر لكن انقضى الآن نصف نوفمبر ولم يظهر أي مؤشر لانطلاق عمل هذا الخط الجديد خصوصا أن مصادر من وزارة النقل ومن شركة نقل تونس تؤكد باستمرار ان «الأمر خارج عن نطاقها» ولم يتضح بالتالي إن كان التأخير لأسباب تقنية أم لأسباب لوجيستية أم لأسباب أخرى. وقال مواطنون من منوبة وطلبة بالمركب الجامعي «منوبة» في اتصال ب«الشروق» إنهم ينتظرون بفارغ الصبر انطلاق عمل الخط الجديد المتكون من 8 محطات.. وأضافوا أن استعمال الحافلات من مختلف جهات منوبة في اتجاه العاصمة أصبح لا يطاق بفعل الاكتظاظ المروري الكبير الذي يشهده يوميا مسلك هذه الحافلات انطلاقا من الدندان ووصولا إلى ساحة «الباساج» وذلك خاصة على مستوى محوّلات خزندار وباردو وباب سعدون وباب العسل ونهج مدريد.. إذ تدوم رحلة الحافلة من منوبة إلى العاصمة في أوقات الذروة أكثر من ساعة أحيانا وهو أمر غير معقول على مسافة لا تتجاوز 15 كلم وبقي الأمل في المترو الذي قد يخفف عنهم هذا العبء. اكتظاظ بالنظر إلى الحالة المذكورة، أصبح أغلب مستعملي حافلات منوبة في المدة الأخيرة ينزلون بمحطة الدندان ويركبون المترو للوصول إلى العاصمة وذلك أملا في ربح بعض الوقت.. وأصبحت أغلب الحافلات سواء القادمة من منوبة أو من غيرها من المناطق المحيطة بها (المرناقية الفجة برج العامري..) تواصل رحلاتها من الدندان إلى العاصمة شبه فارغة بعد أن ينزل منها أغلب الركاب ويتوجهون نحو المترو.. لكن هذا الحلّ مكلف ماديا للركاب بما أن استعمال التذكرة المقتطعة في الحافلة لا يمكن إعادة استعمالها في المترو رغم أن الاتجاه هو نفسه ورغم أن المترو والحافلة ينتميان إلى الشركة نفسها (نقل تونس) وهو ما يطرح أيضا أكثر من سؤال حول عدم توحيد استعمال التذاكر بين الوسيلتين وترك المواطن حرّا بعد اقتطاع التذكرة اما ركوب الحافلة عندما يحصل إشكال على خط المترو أو العكس. وإضافة إلى ذلك، تسبّبت هذه الوضعية في اكتظاظ مهول أصبح يعيشه مستعملو المترو 4 بشكل يومي.. وهذا دون الحديث عن اللخبطة اليومية في تواتر السفرات إذ تتكدّس أحيانا «المتروات» بمحطة الدندان وتتتالى سفراتها وتكون العربات شبه فارغة ثم تغيب «المتروات» فجأة عن السكة ويتواصل غيابها أحيانا نصف ساعة وهو ما يجعل المحطات مكتظة جدا.. ويرى المواطنون أن «نقل تونس» مازالت لم تنجح بعد، رغم تجربة 25 سنة في استعمال المترو، في ضبط خطط عمل دقيقة وواضحة لسفرات المترو إضافة إلى تجاهل الركاب وعدم معاملتهم بطريقة راقية من حيث إعلامهم بكل ما قد يطرأ على السفرات من تأخير (بسبب الأعطاب أو الحوادث أو الاكتظاظ المروري) رغم تطوّر وسائل الاتصال الحديثة حيث يبقى الركاب أحيانا وقتا طويلا بالمحطات بعد اقتطاع تذاكرهم ينتظرون قدوم «المترو» دون أن يعلموا سبب التأخير ودون أن يعرفوا إن كان ذلك سيطول أم لا وكم سيدوم التأخير حتى يقرؤوا حساباتهم ويغيّروا الوجهة نحو وسيلة نقل أخرى.. فكل محطات «المترو» وكذلك العربات مجهزة بمضخمات الصوت لكن استغلالها في هذه المسألة بقي دون المأمول. زيادة يتساءل مستعملو المترو رقم 4 إذا كان استغلال الجزء الجديد في اتجاه المركّب الجامعي «منوبة» سيزيد في وتيرة الاكتظاظ على هذا الخط الذي يشهد بطبعه اختناقا يوميا ملحوظا خاصة في أوقات الذروة.. ذلك أن عدد المستعملين سيزيد حتما (تقديرات بإضافة 40 ألف طالب و30 ألف متساكن من منوبة على الخط 4).. فكيف سيكون الحال عندئذ وهل ستكفي السفرات الإضافية التي برمجتها «نقل تونس» عبر العربات الجديدة في امتصاص هذا الاكتظاظ المنتظر خصوصا عندما نعلم أن السفرات المتتالية قد لا تمثل حلاّ (من حيث سرعة السفرة) بما أن المتروات المتتالية ستسير على السكّة نفسها وهو ما سيجبرها على السير بسرعة منخفضة بما أنها ستتبع بعضها البعض. عدم التخلي عن الحافلات يرى كثيرون أن شركة نقل تونس مطالبة في الفترة القادمة بعدم التخلي نهائيا عن خطوط الحافلات من منوبة وأحوازها في اتجاه العاصمة. فهذا الحلّ أثبت عدم جدواه بجهة المروج حيث أن الاستغناء عن الحافلات زاد الطين بلّة ومن المفروض أن لا يحصل هذا التمشي عند انطلاق عمل مترو منوبة حتى تساعد الحافلات على امتصاص الضغط المتوقع.