يتذمر بعض معلمي التربية الاجتماعية هذه الأيام من اقصائهم بطريقة غير مباشرة من المشاركة في مناظرات انتداب متفقدين للتربية الاجتماعية التي تنظمها وزارة الشؤون الاجتماعية على غرار المناظرة التي تم فتحها مؤخرا. وقالوا في عريضة وجهوها ل «الشروق». إن القانون الصادر سنة 1973 والمنظم لهذه المناظرة يشترط ان يكون المترشح استاذا للتعليم الثانوي مترسما وحاصلا على الاجازة في علم النفس او علم البيداغوجيا او علم الاجتماع او ما يعادلها من الشهائد في العلوم الانسانية وله خبرة سنتين، او أن يكون مرشدا اجتماعيا منذ 4 سنوات. ومعلوم أن رتبة مرشد التربية الاجتماعية التي تخوّل المشاركة في هذه المناظرة انقرضت او تكاد في السنوات الأخيرة بما ان وزارة الشؤون الاجتماعية لم تنظم منذ سنة 1992 مناظرات داخلية او مراحل للتكوين المستمر تمكن معلمي التربية الاجتماعية من الارتقاء الى رتبة مرشد للتربية الاجتماعية فبقوا في نفس الرتبة. وبناء على ذلك، اصبح انتداب متفقدي التربية الاجتماعية في السنوات الأخيرة يقتصر فقط على اساتذة التعليم الثانوي من مختلف الاختصاصات الجامعية (انقليزية - تاريخ - جغرافيا - فرنسية - عربية) ونجم عن ذلك حسب المتذمرين انتداب عدد هام ممن يفتقرون الى الاختصاص والخبرة في مجال تعليم الكبار، وتضطر لجنة الامتحان الى بذل مجهودات كبرى في اختيار الأفضل من الناجحين وتعدهم بتنظيم دورات تدريبية لفائدتهم قبل عملية التعيين وهو ما لا يحصل الا نادرا. واستشهد معلمو التربية الاجتماعية في نص العريضة المذكورة بالتجربة الرائدة لوزارة التربية والتكوين في مجال سلك متفقدي التكوين المهني .. حيث اعطت هذه الوزارة الاولوية لأصحاب الشهائد العلمية والخبرة في المجال فاشترطت للمشاركة في هذه المناظرة الحصول على شهادة لا تقل مدة الدراسة فيها عن 5 سنوات من التعليم العالي او على شهادة معادلة في الاختصاص المطلوب ولهم 5 سنوات خبرة مهنية في القطاع او الحصول على شهادة الاستاذية او شهادة معادلة لها في الاختصاص المطلوب وله 7 سنوات اقدمية على الاقل في مجال التكوين المهني او 7 سنوات خبرة مهنية في القطاع المهني اضافة الى تنظيم دورات تكوينية مكثفة للمتفقدين المنتدبين .. وهذا ما وفر لوزارة التربية والتكوين حسب المتذمرين من معلمي التربية الاجتماعية سلكا قويا لمتفقدي التكوين المهني. وهي طريقة يمكن الاستئناس بها من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية في انتداب متفقدي التربية الاجتماعية من بين معلمي تعليم الكبار الحاملين لشهائد عليا والحاصلين على خبرة سنوات عديدة والخاضعين لدورات تكوينية مكثفة تؤهلهم للارتقاء بالقطاع والخروج به من الحالة التي هو عليها أي ابعاده عن غير المختصين في المجال وفتحه أمام أهل الاختصاص.