تتوقع وزارة الصحة تسارعا في انتشار فيروس A/H1N1 أو ما يعرف بتسمية أنفلونزا الخنازير مع حلول موسم الشتاء.. وتفاديا لزيادة عدد الاصابات أوضحت في مذكرة صادرة عنها حول تطور الفيروس أن الاستراتيجية الوطنية للتصدّي لهذا المرض ستركّز خلال الفترة القادمة على التقليص في انتشار الفيروس والحدّ من مضاعفاته. هذه الاجراءات الجديدة تعتبر حسب المذكرة كل شخص تظهر لديه علامات الڤريب حالة اصابة مشبوهة بفيروس A/H1N1.. وبالتالي التركيز على رفع العينات في حال الاصابات الحادة والاصابات الجماعية والتركيز على المراقبة الوبائية الدورية. كما سيجري العمل على تفعيل تدابير العزل خاصة بغلق المؤسسات التربوية والجامعية في حال ظهور اصابات جماعية لا تقل عن 3 حالات في القسم الواحد.. وكذلك تكثيف عمليات التحسيس الموجهة للمواطن لتجنب العدوى وقواعد حفظ الصحة إلى جانب عيادة الطبيب في حال ظهور أعراض النزلة. تتمثل أعراض الاصابة بأنفلونزا الخنازير حسب مصادر الوزارة في الأعراض التنفسية (سعال، عطاس، سيلان الأنف وآلام في الحنجرة) وأعراض هضمية مثل التقيؤ والاسهال. وفي الحالات المتعكرة تظهر لدى المصاب صعوبة وضيق في التنفس وكذلك زرقة في مستوى الفم والشفاه والاعياء الشديد (التعب) بالإضافة إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى أكثر من 38 درجة. ويعرّف الأخصائيون هذا المرض على أنه مرض تنفسي حاد وسريع العدوى ينتقل بين الأشخاص عبر المخالطة المباشرة (أقل من متر) أو عن طريق الرذاذات الحاملة للفيروس عند السعال أو العطاس. ولتوقي انتشار انفلونزا الخنازير ينبغي على المصاب تغطية فمه وأنفه بمنديل عندما يسعل ويغسل يديه بانتظام كي لا ينشر العدوى في محيطه. كما ينبغي على الأفراد السالمين غسل اليدين عدة مرات في اليوم وتجنب الاحتكاك بشخص مصاب بالڤريب. وأوضح الدكتور ناصر بن عبد السلام الأخصائي في الأمراض الصدرية والحساسية ردا على سؤال «الشروق» حول مضاعفات الاصابة مرتين بفيروس A/H1N1 أنه لا خوف من الاصابة مرة ثانية لأن الجسم أصبح يعرف الفيروس وبالتالي تقوى مناعته في حال تعرّض له ثانية. ويتساءل الأخصائي حول جدول أعمال فرق الطب الوقائي الذي من المفروض أن يلعب دورا أساسيا خلال هذه الفترة لمنع انتشار الفيروس.. يقول: «إذا شعر أحد بأعراض نزلة من المفروض أن يتصل بالرقم الأخضر فتصله سيارة الطب الوقائي ويتم تشخيص حالته على عين المكان عوض أن ينتقل المصاب إلى مقر الوحدات الصحية وربما ينقل العدوى للآخرين». مؤكدا أن تونس نجحت سابقا في القضاء على مرض السل بفضل العمل الطبي الميداني وهي قادرة أيضا اليوم على قطع الطريق أمام انتشار العدوى إن تم تجهيز فرق طبية متنقلة لمطاردة الفيروس.