احتضنت تونس مؤخرا ندوة علمية هامة وهامة جدا «حول الكشف المبكّر عن سرطان الأمعاء» هذه الندوة العلمية نظمتها الجمعية التونسية لمقاومة الأمراض المزمنة بحضور العديد من الاساتذة المختصين من فرنساوتونس، هذه الجمعية نشيطة في هذا المجال فهي تسعى دائما الى التطرق لمواضيع حساسة وهامة وثقيلة في آن واحد حتى تخفف من وطأة عبء هذا المرض لدى المصاب به، خاصة عندما يكون في بداياته. «الشروق» كان لها لقاء مع الدكتورة (نجاة بن موسى حداد) رئيسة هذه الجمعية لمقاومة الامراض المزمنة حتى تعطينا فكرة عن نشاط الجمعية والندوات العلمية التي تقوم بها. دكتورة (نجاة) لو تعطينا فكرة عن نشاط الجمعية، وما جديد هذه الندوة العلمية خاصة انها ندوة تطرقت لموضوع هام جدا يخص مرضى سرطان الأمعاء؟ في البداية، حقيقة وليست مجاملة احيي الاعلام التونسي عن مواكبته الجادة للمواضيع الهامة الصحية في البلاد وخاصة الأمراض الخبيثة والهيّنة والثقيلة في نفس الوقت، وذلك لإنارة الرأي العام فالإعلام في هذا المجال يلعب دورا هاما وإيجابيا للغاية لايصال المعلومة وتبسيطها للمصاب بمرض مزمن. الجمعية في الواقع فتية، تأسست سنة 2006 نشاطها علمي بحت وله كذلك صبغة اجتماعية ثقافية وإنسانية بالأساس نعتمد ونحرص على تنظيم ندوات وطنية ودولية علمية تحسيسية اضافة الى لذلك نقوم بحملات توعوية وقوافل صحية تجول ربوع تونس من شمالها الى جنوبها، حتى نكون بجانب المريض الذي لا يستطيع التحول الى العاصمة للمداواة والاتصال بالمستشفيات الجامعية ذات الاختصاصات المتعددة. فالقافلة تتحول بطاقم وفريق طبي متطوّع هام من جميع الاختصاصات محملة بالأدوية اللازمة، حسب الأمراض المتفشية بتلك المنطقة المزارة. وهذه القوافل مست تقريبا العديد من الولايات نذكر منها: تونسقابسبنزرتنابل وخاصة قفصة مرتين نظرا للكوارث الطبيعية التي مرت بها مؤخرا وكذلك معتمديات (العالية) (الغزالة) و(جومين) وبرنامج سنة 2010 سيكون بإذن الله الجنوب التونسي وتحديدا ولاية (تطاوين) وهذا العمل دائما كان مدعما من وزارة الصحة مشكورة لمساندة هذه الجمعية. دكتورة لو نعود للندوة الدولية؟ هذه الندوة التي دارت مؤخرا بتونس، حضرها العديد من الدكاترة والأساتذة المحاضرين والمختصين في الأمراض السرطانية من فرنساوتونس، نذكر منهم: الأستاذ «جون فاقر» من فرنسا فهو أستاذ ومختص في الجهاز الهضمي ورئيس قسم في آن واحد يشتغل الآن في السجل الخاص بالأمراض السرطانية. كذلك الدكتور «جيروم فيقي» مختص في الجهاز الهضمي بالمعهد الوطني (بفرنسا) اما من تونس فكان الأستاذ والدكتور «خالد الرحال» المعروف جدا في هذا المجال فهو رئيس قسم الجراحة بمعهد (صالح عزيز) كذلك الدكتورة (أمال موسى) مختصة في أمراض المعدة بمستشفى شارل نيكول والأستاذة (أحلام لحمر) مستشفى المنجي سليم بالمرسى. هذه الندوة تطرّقت لموضوع هام جدا وهو الكشف المبكّر عن سرطان الأمعاء وخاصة أمراض سرطان (القولون) وهو مرض هيّن وثقيل أصبح متفشيا في بلدان العالم وهذه الامراض في الواقع أمراض مزمنة تتطلب إمكانية مادية هائلة تثقل كاهل المريض وكذلك كاهل الدولة وهذا المرض يتطلب متابعة مستمرة ودقيقة. دكتورة، آخر أبحاث الاستاذ (جون فاقر) من فرنسا و إلى ماذا توصل للحدّ من هذا المرض السرطاني؟ في الواقع، توصل الدكتور (جون فاقر) مؤخرا في أبحاثه العلمية للأمراض السرطانية، لاختبار طبي ذكي معتمدا على القاعدة الصحية البسيطة، وهي الوقاية خير من العلاج. كيف ذلك؟ اعتمد في التحاليل المخبرية على التركيز الكلي على الاختيار الدقيق والمعمّق على مستوى التحاليل الطبية التي تخص خاصة الأملاح لدى الانسان والتي تدوم مدتها 3 أيام بطريقة أكاديمية حاسمة ومتابعة منه شخصية للنتائج المخبرية يوميا وأولا بأول. وهذا طبعا يدخل في باب الحرص على الكشف المبكر للأمراض السرطانية. وفرنسا توخت طريقة هذا الانجاز الطبي الهام والناجح واعتمدت هذا الاختبار على 23 ولاية فرنسية مركزة على الاعمار التي تتدرج بين 50 و74 سنة وهذا الاختبار او الكشف أقيم بفرنسا مجانا، وأدت هذه التجارب والتحاليل الى تخفيض نسبة هذا المرض السرطاني(للقولون) الى نسبة تتراوح بين 25٪ الى 30٪وهذه النتيجة جد ايجابية. في تونس هل قمتم بهذا الاختبار؟ نعم في تونس قمنا بهذا الاختبار على 1000 مريض ونتائجه جيدة كذلك، لأننا قمنا بالتخفيض من حدة هذا المرض السرطاني الى درجة اننا لم نصل الى طريقة العملية الجراحية في عديد المناسبات وهذه نقطة ايجابية تحسب لتونس في هذا الاختصاص. هنا أريد أن أؤكد وأصرّح أن هذا الكشف المبكر وتحاليل الأملاح لا يتطلب امكانيات مادية كبيرة. لأن هذا المرض الخبيث عندما يصل الى مراحل متقدمة تصبح تكاليفه باهظة، فيجب الاعتماد على الكشف المبكر عن طريق اختبار الأملاح لدى الانسان. وماذا عن أبحاث الجرّاح والاستاذ التونسي (خالد الرحال) رئيس قسم الجراحة بمعهد (صالح عزيز)؟ في الواقع الجرّاح المحنّك (خالد الرحال) اعتمد في مداخلته على نصائح هامة وهامة جدا لمرضى السرطان حيث أكد على الاعتماد على التعامل بجدية وثقة تامة مع أطباء الخط الاول وهنا يقصد به الطب العام، وذلك حتى لا نصل الى مراحل متقدمة لهذا المرض الخبيث وكذلك حتى لا نضطر للقيام بالعمليات الجراحية، كيف ذلك؟ بالاعتماد على نصائح الطب العام كذلك الفنيين السامين في مجال التغذية الذين يلعبون دورا هاما في متابعة مرضاهم بالنصح بتجنب أكل اللحوم الحمراء بكثرة لأنها تمهد وتؤهل الانسان بأن يصاب بهذا المرض المزمن، فيجب التركيز على حسن نظام الاكل بصفة عامة بعمل مشترك وقاعدي على مستوى الطب العام حتى نتجنب العلاج بالاشعة والعلاج الكيمياوي وكذلك العمليات الجراحية التي نتمنى ان نتفاداها ونعتمد على الأساليب الوقائية التي هي في الواقع سر نجاح كل مريض يلتزم بنصائح طبيبه المباشر الذي أنقذ عديد المرضى من وصولهم للعلاج بالاشعة او الكيمياوي او العملية الجراحية.