قدّم الفنان «أنيس القليبي» عازف آلة الكمان المعروف، مؤخرا عرضا فنيا موسيقيا عنونه ب «أوتار وأجنحة» وذلك بمقر المجلس الوطني الباكستاني للفنون بالعاصمة الباكستانية «إسلام أباد». الحفل انتظم في إطار الاحتفال بالذكرى 22 للتحول وكان بالتنسيق بين سفارة تونسبباكستان وعلى رأسها سفير تونس بهذه الدولة، السيد «مراد بورحلة» بالتعاون مع المجلس الوطني الباكستاني، ووزارة الثقافة الباكستانية. حفل الفنان أنيس القليبي بدولة باكستان هو أول حفل تونسي بهذا البلد الذي يعاني من الحروب ومخلّفاتها منذ 25 سنة وقد عرف هذا الحفل نجاحا كبيرا، تجلى في التنويه الصادر في الصفحات الأولى للصحف الباكستانية على غرار صحف «Daily times» و«The News international» و«DAWN Islamabad» وعرّف الفنان التونسي بالموسيقى التونسية على قناة «DAWN News» الباكستانية وبثت الحلقة 5 مرات في نفس اليوم. تنويه مصري كما تجلى نجاح حفل الفنان التونسي في الرسالة التي وجهها السيد «مجدي عامر» سفير مصر بالباكستان الى السيد «مراد بورحلة» السفير التونسيبباكستان وجاء في هذه الرسالة: «.. وأودّ كذلك ان اوجه إليكم خالص الشكر على الليلة الموسيقية الرائعة التي اقامتها سفارتكم الموقّرة.. والتي اسعدتنا جميعا، وعرضت الموسيقى التونسية والعربية في أجمل وأرقى صورة، وهو الأمر الذي نحتاجه بشدّة كسفارات عربية في باكستان، كما تحتاجه باكستان في ظل ظروفها الصعبة الحالية حيث أنها في أمسّ الحاجة لكافة أشكال المساندة العربية لها، والتي تمثلت احدى مظاهرها في الليلة الموسيقية الرائعة التي أقامتها سفارتكم». وتجدر الاشارة الى أن هذا الحفل حضره 24 سفيرا لدول مختلفة من العالم على غرار تشيكيا ورومانيا وكوبا وأندونيسيا واليمن وتركيا.. «أوتار وأجنحة» عرض الفنان التونسي «أنيس القليبي» «أوتار وأجنحة» قسمه صاحبه الى جزأين، حيث تضمّن الجزء الأول سبع معزوفات من تلحين أنيس القليبي منها معزوفته الشهيرة «انصهار» التي شارك بها في آخر دورة من مهرجان الموسيقى التونسية، واعتلى بها ركح المسرح الأثري بقرطاج خارج إطار ومهرجان قرطاج الدولي. بالاضافة الى معزوفات «جذور» و«حديث الأوتار» و«أريج الخضراء» و«عطر الشرق» و«العصفور العاشق» و«صطمبالي» وقد قدّم سابقا مجموعة من هذه المعزوفات بدار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة وتوّج مؤخرا بدار الأوبرا بالقاهرة في مسابقة «التقاسيم الآلية العربية» بتقاسيمه الموسيقية التونسية الخاصة. تكريم القلعي وقد تضمّن عرض «أوتار وأجنحة» في جزئه الثاني، مجموعة من المعزوفات من التراث التونسي، كان أبرزها تلك التي كرّم بها الفنان الراحل «رضا القلعي» وأبرزها معزوفات «جرجيس» و«جربة»... وتجدر الاشارة الى ان الفنان أنيس القليبي، قدّم جميع المعزوفات عرض «أوتار وأجنحة» بمرافقة أربعة عازفين من الباكستان وهم «عاشق حسين» (لا تنطق العين في اللهجة الباكستانية) على آلة الطبلة والعازف «سلمان عديل» على آلة «الفليت» الباكستانية، و«عمران خان» على آلة الكمنجة، بالإضافة الى العازف «ميستر مازرفي» على آلة «الأورغ». وشاءت الصدف ان يلتقي الفنان التونسي بتلميذتين درسهما الموسيقى بالمعهد العالي للموسيقى بتونس وهما ابنتا سفير تونسبباكستان، وقد صعدا معه الركح وقدّما مجموعة من المعزوفات التونسية. مطرب لأول مرة! وبطلب من الجالية العربية بباكستان، وجد الفنان أنيس القليبي نفسه مضطرّا الى أداء بعض المقاطع الغنائية بصوته ولأنه عازف بالأساس اختار أن يؤدي مقطعا من كل أغنية تونسية عزفها في الجزء الثاني من العرض، وهذه هي المرة الأولى التي يغني فيها أنيس القليبي على الركح منذ أكثر من 20 سنة.