عندما تطأ قدماك مستشفى الرابطة بالعاصمة تجلبك العلامات الموجودة على الارض وعلى جدران المدخل والتي تدلّك بأن هناك عيادة خاصة بعلاج الانفلونزا AH1N1 وعندما تقتفي أثر هذه العلامات المتتالية تصل الى العيادة الجديدة التي تم تركيزها خصّيصا لعلاج المصابين بالانفلونزا التي أربكت العالم وأحرزت على أولوية الاحداث الهامة سيما وأن نهاية من يتغافل عن علاجها هي الموت. «الشروق» زارت هذه العيادة وتحدثت الى من فيها من إطار طبي وشبه طبي ورصدت إقبال المواطنين عليها. إقبال كبير وراء قسم الامراض الفيروسية بالرابطة تقع العيادة الجديدة المخصصة لعلاج الانفلونزا وللوصول اليها اختار المستشفى كتابتها بالابيض والاحمر على الجدران. وعندما تصل الى الباب الرئيسي للعيادة تلاحظ الاختلاف بين هذه العيادات والعيادات الاخرى حيث تجلس سيدة وراء شباك الاستقبال مرتدية الزي الابيض للممرضة وفوقه الزي الاخضر الشفاف الذي يعزل الجراثيم والفيروسات وعلى فمها الكمّامة العازلة للفيروس. وخلال معاينتنا لاستقبال الممرضة منية الرهيفي للمرضى تحدثنا اليها بعد أخذ الاذن بالدخول لأن الدخول الى هذه العيادة لا يكون إلا بتصريح وذلك حسب اللافتة التي وضعت على الباب. وذكرت الممرضة أنه يتوافد يوميا على القسم بين 70 و80 حالة يوميا دون احتساب الليل. ومنذ أن تم فتح العيادة يوم 21 نوفمبر الماضي لم تفض التحاليل الى اكتشاف إصابة بأنفلونزا الخنازير بل إن كل النتائج أشارت الى إصابات بأنفلونزا موسمية. وقالت: «إنه تم استقبال حالات عديدة تعاني من ارتفاع درجات الحرارة الى حدود 40 درجة وعديد الاعراض الاخرى». ولاحظت أن برامج التوعية والتحسيس كان لها مفعول عكسي أحيانا والدليل على ذلك أن المواطن تملّكه هاجس الخوف وأصبحت الاعراض العادية «للڤريب» بالنسبة اليه مصدر خوف من إمكانية الاصابة بأنفلونزا الخنازير. وبينما كانت بصدد الكلام دخلت التلميذة آية رفقة والدها طلبا للتسجيل قصد العلاج فأمدّتها بالمحرار لقيس درجة حرارة الجسم وتبيّن أن حرارتها تناهز الاربعين وهو ما استدعى مدّها بالكمّامة للحماية والوقاية من الفيروس وطلبت منها الانتظار قليلا لينتهي الطبيب من معايدة أحد المرضى. واسترسلت في كلامها قائلة: «طرائف كثيرة اقترنت بظهور هذا المرض فإلى جانب تواتر الكثير من المرضى على العيادة لأنها تقدم خدمات صحية بطريقة مجانية فإن كل من يشعر بأي توعك صحي يتجه نحو العيادة كما أن التلاميذ بالمدارس والمعاهد اعتبروها فرصة للحصول على إجازة والشيء نفسه بالنسبة للموظفين. وأفادت على سبيل الذكر لا الحصر مواطنة جلبت ابنتها للعلاج فلما وجدت أن الفحص مجاني طلبت التمتع به ولما علمت أن الادوية تشترى من الصيدلية الخاصة احتجت على ذلك وتساءلت لماذا لا يتم منحها للمرضى مجانا؟ كلها أنفلونزا بين المرضى وجدنا لنا مكانا للحديث الى الاطار الطبي المشرف علىالعيادة وهما الدكتور عاطف بركاوي أخصائي في جراحة الانف والحنجرة والأذن والدكتور غازي بن جديدية أخصائي في جراحة الوجه والفكّين. وذكر الدكتور عاطف أن العيادة يشرف عليها أطباء مقيمون بمستشفى الرابطة ويعملون وفقا لرزنامة خاصة منذ فتح العيادة. وقال الدكتور غازي: «إنه لا وجود حاليا «للڤريب» الموسمية وكل الحالات المصابة نعتبرها تعاني من «الڤريب» AH1N1. وأضاف أن أعراض الانفلونزا هي السعال والحرارة الشديدة وسيلان الانف والوهن وآلام المفاصل وألم في مستوى البطن وإسهال». وذكر الدكتور عاطف أنه يتم يوميا القيام بفحوصات لعديد المرضى والتثبت من مدى تأثرهم ب «الفيروس». وأضاف أنه يتم التعامل بحذر أكثر مع المصابين بالامراض المزمنة حيث يتم الاذن بالاقامة بالمستشفى أو استهلاك دواء Tamiflu مع الحصول على راحة تصل الى سبعة أيام. وغادرنا العيادة وفي البال عديد الافكار ولعل أهمها أن إنفلونزا الخنازير ليست مرضا خطيرا كما يعتقد البعض وأن علاجها متوفر وهو نفس الدواء الذي يعالج «الڤريب» العادية.