تقول احدى التلميذات إنها تخصص ساعات طويلة للدراسة والمراجعة والحفظ وإجراء التمارين في المنزل لكن عادة ما تتفاجأ بحصولها على أعداد متدنية أو متوسطة في أفضل الحالات. في حين ترى صديقاتها يدرسن ساعات أقل ويحصلن على أعداد أفضل من أعدادها بكثير فتؤثر هذه الحالة على نفسيتها وتشعرها بالحزن الشديد. وتضيف هذه التلميذة قائلة: أحب الدراسة كثيرا وأتمنى أن أكون من المتميزات لكن الحظ يقف ضد رغبتي فهل من تفسير نفسي لحالتي هذه وكيف يمكنني تحقيق ما أرغب فيه. يشير الدكتور عماد الرقيق المختص النفسي أن الأسباب التي تعيق التلميذ المجتهد وتحرمه من الحصول على أعداد مناسبة وجيدة عديدة ومتنوعة وعلى التلاميذ بصفة عامة الوقوف على هذه الأسباب لإيجاد الحلول المناسبة. وأضاف: هذه الحلول تتوزع بين ما هو نفسي وما هو بيداغوجي. أسباب نفسية أما الأسباب النفسية فتتمثل أساسا في الخوف المتأتي من عدة عوامل منها عدم الثقة بالنفس وعدم الارتياح لبعض الأساتذة والمواد الأساسية والتعامل معها باعتبار أنها مواد صعبة وغير مفهومة ولذلك نجد بعض التلاميذ يبذلون مجهودا كبيرا في المراجعة والتحضير لكن نتائجهم عادة ما تكون متدنية لأنهم كبّلوا أنفسهم بأفكار مسبقة وقضوا على عنصر الثقة بالنفس. الى جانب هذا العامل النفسي الخاص والمتعلق أساسا بشخصية التلميذ نجد عوامل أخرى منها كثرة المشاكل العائلية المتأتية من شجار الوالدين وأحيانا من انفصالهما. هذه المشاكل تسببت عادة للتلميذ في الاكتئاب والحزن والانزواء وهذا يؤثر بالضرورة على درجة استيعابه وتركيزه في القسم وفي الامتحانات. أسباب بيداغوجية من الأسباب البيداغوجية التي تعيق التلميذ وتمنعه من الحصول على أعداد جيدة رغم قضائه ساعات طويلة في المراجعة والحفظ والتحضير للامتحانات هي عدم إدراكه لمواطن ضعفه فعلى سبيل المثال يواجه بعض التلاميذ مشاكل في فهم واستيعاب مادة الرياضيات ولا يتجرّأ أي منهم على الاعتراف بهذا المشكل سواء خوفا من والديه ومن أستاذه أو يخجل من التصريح بذلك حتى لا يظهر أقل من أصدقائه المتميزين في هذه المادة. ثانيا: يقضي عدد من التلاميذ ساعات طويلة في المراجعة لكن النتيجة دائما تكون سلبية وليست في مستوى انتظاراتهم لأن التركيز عادة ما يكون غائبا بسبب كثرة المشاكل التي يواجهها هؤلاء التلاميذ وتكثر هذه الحالة بصفة خاصة في صفوف التلاميذ المراهقين الذين يعانون في أغلب الحالات من مشاكل الاستقرار النفسي و«معركة إثبات الذات» بما فيها من تناقضات وصراعات نفسية داخلية وحتى مع الآخر. الحل يمكن لهذه التلميذة التي طرحت مشكلتها علينا وغيرها من التلاميذ الآخرين الذين يعانون من المشكل ذاته التخلص منه والحصول على الأعداد التي يطمحون للحصول عليها باتّباع النصائح التالية: أولا: التركيز الجيد عند المراجعة وأثناء إجراء الامتحانات والتخلص من عادة الشرود أو التظاهر بالمراجعة لا لشيء إلا لإرضاء الوالدين وإظهار الاهتمام الزائف بالدراسة والمراجعة. ثانيا: على التلميذ الذي لا يستوعب بعض المواد تدوين بعض الملاحظات وكتابتها على جذاذة صغيرة أثناء المراجعة يقع خلالها تحديد المحاور وبعض النقاط غير المفهومة والطلب من الأستاذ أو المعلم إفهامها له وشرحها بطريقة مبسطة وسلسة. ثالثا: الاستعانة بالوالدين عند التعرض لبعض المشاكل في فهم بعض الدروس والمراجعة بطريقة صحيحة وأن يكون الذهن متقدا ومهيئا للفهم والاستيعاب. رابعا: على الأولياء الابتعاد عن إثارة المشاكل المعتادة خاصة خلال فترة الامتحانات وتوفير الظروف المناسبة للمراجعة والاعتناء بالتلميذ من الناحية النفسية وحتى الصحية والغذائية.