دعم المطرب التونسي خيار لا رجعة فيه وأحد ثوابت وزارة الثقافة المستوحاة من توجيهات رئيس الدولة الداعم للاستهلاك التونسي والاحاطة بالمبدع التونسي في سائر المجالات الفنية. وزارة الثقافة تخصص أكثر من مليار من المليمات لدعم هذا المطرب التونسي انتاجا وتوزيعا بل انها تدعم بعض أشرطة المطربين وتحثهم على الامتياز. وهذه الخطوات المشكورة تأتي في إطار حماية المطرب التونسي المهدد بفعل الغزو الاعلامي وهيمنة بعض الشركات الكبرى التي تروج لأسماء معينة يصعب على المطرب التونسي مواجهتها. المطرب التونسي ليس له مساحات كثيرة يتحرك فيها.. له قناة واحدة نافذته على تونس والعالم وفرص العمل محدودة لديه وهي محصورة في شهري جويلية وأوت وليس له الأعراس وفي غياب ذلك لا فرص لديه. وهنا أتحدث عن المطرب التونسي المجتهد الحريص على ابلاغ رسالة فنية وجمالية ولا أتحدث عن الذين احترفوا «العرابن» في المطاعم ولم يعد لديهم أي هاجس فني. اجتهاد الفرص قليلة اذن ونادرة.. وحين تأتي مواعيد بعض الاحتفالات الخاصة مثل عيد المرأة التونسية وهي مناسبة عزيزة علينا يقصى منها المطرب التونسي بطريقة غريبة. من أولى بهذه الاحتفالات؟ ومن الأجدر بالغناء في هذه المناسبة؟ ومن ينفع للغناء للمرأة التونسية في عيدها غير المرأة التونسية (المطربة)؟! لماذا نستعين بعاصي الحلاني لمثل هذه المناسبة الوطنية؟ أين نبيهة كراولي وأمينة فاخت وعليا بلعيد ونوال غشام ولطيفة العرفاوي ولمياء الرياحي وصوفية صادق وسنيا مبارك وغيرهن؟ ان استقدام مطرب عربي للغناء في حفل المرأة التونسية حركة تسير ضد الاتجاه الذي ارتضته وزارة الثقافة وضد خط دعم المنتوج التونسي. وهذا الكلام لا نريد أن يفهم فيه الانغلاق أو معاداة المطرب العربي لأن قرطاج يعج بالأصوات»الروتانية». ولا نشك في نوايا وصدق الذين برمجوا عاصي الحلاني لكن يبدو ان الحكاية وما فيها هي التغافل أحيانا في غمرة الأجواء الشرقية عن بعض الثوابت التي لابد من التذكير بها أحيانا.