توقف صباح يوم أمس الجمعة مدربو تعليم السياقة بصفاقس عن العمل و رابطوا بسياراتهم في شكل طابور طويل أمام ملعب الطيب المهيري تعبيرا عن احتجاجهم عن قرار وزارة النقل الصادر بالرائد الرسمي عدد 92 بتاريخ 17 نوفمبر 2009 . وقفة الاحتجاج شملت أغلب أصحاب مدارس السيارات و مدربي تعليم السياقة بصفاقس الذين وشحوا وسائل نقلهم بصور الرئيس زين العابدين بن علي ..«الشروق» تحولت صباح يوم أمس إلى طوابير المحتجين لتنقل حقيقة الموضوع الذي بات يؤرق أهل المهنة.. من قابس إلى صفاقس والواقع أن «الشروق» كانت قد نقلت في عدد سابق تذمرات مدربي وأصحاب سيارات تعليم السياقة بولاية قابس و الذين كانوا قد اتصلوا بنا وراسلونا وقد بلغنا صوتهم، لكن يبدو أن مطالبهم التي لا تختلف عن مطالب زملائهم بصفاقس وربما بولايات أخرى لم تتحقق بعد وهو ما دفع بأغلبهم للمطالبة بسحب الثقة من الغرفة النقابية وهو ما عبروا عنه في رسالة تحمل 136 إمضاء تم توجيهها إلى رئيس اتحاد الصناعة و التجارة يطالب فيها أصحابها بمؤتمر استثنائي. العريضة التي تحصلت «الشروق» على نسخة منها، جاءت مطالبة بسحب الثقة من الغرفة الوطنية التي يجمع أهل القطاع على أن غرفتهم لم تعد تعبر عن أصواتهم وآرائهم، بل انبتت عن واقعها و انسلخت عن مهامها الرئيسية و دليلهم في ذلك عدم مراجعتها لقانون نوفمبر 2009 رغم مطالبتهم لها بذلك في فترة سابقة في شكل رسالة موجهة إلى رئيس الغرفة الوطنية يوم 6 ديسمبر 2009 . الرسالة التي تلخص مجموع المطالب، جاء فيها بالأساس أن أهل القطاع يطالبون بمراجعة قانون نوفمبر 2009 الذي «لا علم للقاعدة به» حسب نص الرسالة، القانون و بإيجاز شديد يخفض من صلوحية الترخيص إلى 3 سنوات بعد أن كان 5، و يشدد على ضرورة الرسكلة والتكوين وهو ما رأى فيها المدربون وأصحاب سيارات السياقة استنقاصا من كفاءاتهم و تناقضا مع القوانين المعمول بها حاليا في منح تراخيص العمل . مراجعة .. المحتجون الذين التقتهم «الشروق» يطالبون بمراجعة أكثر من 10 فصول رأوا فيها «خللا وعدم دراية وعدم دراسة كافية وعدم اشراك القواعد المهنية في صياغتها» حسب تعبير عضو النقابة المستقيل السيد عمر الفتوي وزملائه السادة طارق سهل وناصر قصارة ونبيل كريديس وبسام بلهويشات وغيرهم ، بل ان البعض منهم بصفاقس وفي خطوة إلى الأمام تقدموا باستقالة جماعية من الغرفة الجهوية بصفاقس و قد أمدّونا بنسخة في الغرض .. أصحاب مدارس السياقة و المدربون المحتجون بصفاقسوقابس ينادون بإعادة النظر في القرارات الجديدة التي لا تخدم مصالحهم ولا القطاع ويناشدون أصحاب القرار للنظر في مطالبهم التي وصفوها بالشرعية مبرزين أن تعليم السياقة بتونس قطاع فاعل في نمو الدورة الإقتصادية ويستقطب عددا كبيرا من أصحاب الشهائد والكفاءات ..فهل تستجيب وزارة النقل للمطالب التي عبر عنها أصحابها بأسلوب حضاري جمع بين المراسلات ووقفات الإحتجاج السلمية والمنظمة؟ أم أن الوضع قد يسير إلى مزيد التأزم خاصة مع امضاءات سحب الثقة من الغرفة الوطنية ؟.