قتل كهل زوجته خنقا بحبل في احد أرياف ولاية سليانة خلال السنة قبل الماضية وفق ما اعترف به المتهم في الابحاث والتحقيقات التي أحيلت مؤخرا على الدائرة الجنائية بابتدائية الكاف لمقاضاته بتهمة القتل العمد المجرّد. وكان الزوج المتهم لجأ (قبل اكتشاف أمره) الى برنامج«المسامح كريم» في قناة حنبعل وادعى أن زوجته هربت وناشدها العودة الى أسرتهما. وكشفت الابحاث ان المظنون فيه (43 سنة) كان يعيش خلافات مستمرة مع زوجته وصلت في الايام التي سبقت الحادثة حدا قررت فيه الزوجة مغادرة محل الزوجية والعودة الى منزل والديها بمدينة القلعة الصغرى من ولاية سوسة إلا أن الزوج منعها من ذلك وهددها بسوء العاقبة لكنها أصرّت على موقفها وعزمت على تنفيذ ما كان يجول بذهنها عندها ارتمى عليها الزوج وتولى لف قطعة حبل على عنقها وشرع يضغط عليها بكل ما أوتي من قوة حتى خارت قواها وسقطت جثة هامدة. حينها قام باخفاء الجثة تحت السرير حتى ساعة متأخرة من الليل ثم أخذ فأسا ورفشا (بالة) وتسلل بين الحقول حتى وصل الى مكان بعيد عن الحركة حيث حفر به حفرة كبيرة وضع فيها الجثة ثم واراها التراب وعاد الى منزله معتقدا أنه تخلص من التتبعات القانونية. وفي اليوم الموالي أخبر ابنيه الصغيرين والأجوار والأقارب بأن زوجته تغيبت فجأة عن المنزل ولم يعرف مصيرها ولم يكتف بهذا بل ظهر في قناة حنبعل في برنامج «المسامح كريم» وصرح للمشاهدين بأن زوجته غادرت المنزل وناشدها ان تعود الى ابنيهما واعدا إياها بحياة سعيدة دون خلافات وكانت حيلة منه لتضليل أعوان الأمن والرأي العام الا أنها لم تنطل على صهره الذي سارع بتقديم شكوى لدى النيابة العمومية بسليانة يتهم فيها الزوج بقتل ابنته مقدما فرضيات وأدلة مقنعة أخذت بها النيابة العمومية وأصدرت انابة عدلية تولى بمقتضاها اعوان الحرس الوطني الذين انكبوا على البحث في تفاصيل القضية الى أن تمكنوا من الوصول الى الزوج. وبالتحرير عليه اعترف لدى باحث البداية ثم قاضي التحقيق بقتل زوجته ودل على جثتها وقام بتشخيص أطوار الجريمة على النحو المذكور وتمسك بذلك مما جعل قاضي التحقيق يأذن بعرضه على الفحص الطبي النفسي فتبين من التقرير الطبي أنه لا يشكو من أي مرض عصبي أو نفسي فوجهت اليه دائرة الاتهام تهمة القتل العمد المجرد واحالته على الدائرة الجنائية بالكاف لتقرر في شأنه ما تراه مناسبا.