أفاقت مدينة بنزرت في الساعات الأولى من فجر أمس على وقع حادثة غريبة وغير مسبوقة استهدفت جامع «التوبة» بعين مريم حيث اقتحم شاب أبواب المسجد ليلا بسيارة مهشما الباب الخارجي وباب قاعة الصلاة ومحدثا أضرارا كبيرة بمحتوياته. وتفيد المعطيات الأولية التي حصلت عليها «الشروق» ان المصلين الذين أمّوا الجامع صباحا فوجئوا بحجم التخريب والتلف الذي لحق بمحتويات المسجد حيث بدت في كل مكان آثار عجلات سيارة جابت اركان المسجد كما أراد صاحبها واشتهى بعد ان أزاحت بقوّة الاصطدام الباب الخارجي الحديدي ثم واصلت طريقها في اتجاه قاعة الصلاة مهشمة بابين آخرين من اللوح المتين وهو الأمر الذي يوحي بمدى السرعة التي كانت عليها السيارة والحالة التي كان عليها سائقها ولم تتوقف الا على بعد أمتار قليلة من المحراب. كما ان آثار العجلات كانت بادية في كل الاتجاهات يمينا ويسارا متلفة كل السجاد الذي وجد امامها وملحقة به أضرارا بليغة على مساحات كبيرة ومتفرّقة. استياء وسرعان ما انتشر الخبر في كل ارجاء المدينة وتجمع منذ ساعات الصباح عدد من المواطنين في محاولة للاطلاع على ما حدث فيما تجنّدت مختلف الادارات والجهات المعنية لمباشرة التحقيق في حيثيات هذا الحادث الذي خلّف استياء كبيرا لدى كل من سمع به. وقد تم في سرعة قياسية تنظيف المسجد ونقل التجهيزات التالفة. وفي الاطار ذاته نشطت الفرق الامنية للقبض على الجاني او الجناة ومعرفة دوافعهم لارتكاب هذا العمل الآثم، ولم تمض الساعات الاولى لصباح أمس حتى تم حصر الشبهة في احدهم لتبدأ معه التحقيقات التي أفضت حسب المعطيات الأولية المتوفّرة لدينا الى أن المتهم هو شاب يبلغ من العمر 23 سنة ومن غرائب الصدف ان لقبه العائلي يدعى «الجامعي» وهو يعاني من اضطرابات نفسية حادة جعلته يسرق سيارة والده ليلا ويرتكب بواسطتها هذا الحادث المأساوي. وقد أكد بعض الذين عرفوا هذا الشخص عن قرب لجريدة «الشروق» ان المتهم كان الى حدود السنة الفارطة أحد الذين يؤمّون الجامع المذكور للصلاة ولم تكن تظهر عليه في تلك الفترة أية علامات غير عادية في سلوكه في حين أكد البعض الآخر ومنهم احد جيرانه ان المعني بالأمر أصبح في المدة الأخيرة انطوائيا وغريب المزاج ولم يستغرب محدثنا ان يُقدم المعني بالأمر على ما أقدم عليه. كما أفادت معطيات حصلت عليها «الشروق» ايضا ان المتهم أصيب أثناء عملية اقتحام المسجد على رأسه إصابة متوسطة الخطورة قد لا تحول دون استجوابه للتعرف على ما أمكن التعرف عليه من حيثيات هذه الحادثة التي اهتزّت لها سائر ارجاء مدينة بنزرت.