عاش مستعملو الطريق السيارة على مستوى المخرج الجنوبي للعاصمة (جبل الجلود فتح الله) حالة كبرى من الهلع والرعب وُصفت بالخطيرة وذلك في حدود الساعة السابعة والنصف من مساء أوّل أمس الثلاثاء... وفق ما صرح به بعض من حضروا الواقعة. وأفاد شهود عيان أن 4 أنفار، بدا أنهم في وضعية غير طبيعية، عمدوا الى وضع سيارة بحوزتهم وسط الطريق وأشعلوا كامل أضوائها، بما فيها الاشارات البرتقالية الأربعة (clignotants) لايهام أصحاب السيارات بوقوع أمر ما في الطريق واجبارهم بالتالي على التخفيض من السرعة... وعندما تقترب منهم السيارة ويخفّض صاحبها في السرعة يقفون أمامه ويتوجّه نحوه أحدهم ويشلّ حركته لمنعه من مواصلة السير، وبعد ذلك يتولى أحدهم تهشيم البلور الامامي والجانبي للسيارة، ثم يطلب الاخرون من السائق ومن مرافقه (أو مرافقيه) مدّهم بما بحوزتهم من أموال وهواتف جوّالة ثم يُخلوا سبيله. وقد أدى ذلك الى اصابة كثيرين بجروح وخدوش خاصة النسوة بعد افتكاك حُليّهن. وحسب ما ذكره شهود العيان ل «الشروق» فإن هذا «البراكاج» تواصل من السابعة والنصف تقريبا الى الثامنة والربع وتضرّر منه عدد كبير من أصحاب السيارات قبل أن يحل أعوان الأمن بالمكان. وقد أدّى ذلك الى حصول اكتظاظ كبير على الطريق السيارة في الجزء الرابط بين «سان ڤوبان» ولاكانيا (حوالي 3 كم) بسبب اضطرار عدد من المتضرّرين الى التوقف بعد موقع الحادثة على جانبي الطريق ووسطه لاسترداد الأنفاس ولمحاولة استيعاب ما حدث لأن الأمر مثّل مفاجأة للجميع بحكم أنه لم يحصل في السابق. كما أصيب كثيرون بخدوش وجروح وبحالات اغماء خاصة في صفوف النسوة والفتيات اللاتي كنّ يقدن السيارات أو يرافقن سوّاقها. والمثير للانتباه ان كثيرين نجحوا في تفادي الكمين والفرار من موقع «البراكاج» بأخف الاضرار لكن ما من أحد منهم تحمّل مسؤولية الدفاع عمّن وقعوا في الكمين أثناء الاعتداء عليهم وسلبهم بسبب حالة الهيجان الكبرى التي كان عليها المعتدون الاربعة ونجاحهم في إدخال الرعب والخوف في الجميع خاصّة أنهم كانوا حاملين على ما يبدو لأسلحة بيضاء من الحجم الكبير. وقال أحد المتضرّرين ل «الشروق» أن ما حصل يعتبر سابقة خطيرة خاصة انه حدث بطريق سيارة من المفروض أن تكون «محصّنة» ضد مثل هذه الاعتداءات... وأكّد من جهة أخرى على غياب الانارة العمومية بهذا الجزء من الطريق رغم موقعه «الخطير» نسبيا. وعلمنا أن أعوان الأمن تدخلوا بمجرد اخبارهم بالواقعة وشرعوا في البحث عن أصحاب الفعلة وقد حصروا شبهتهم مبدئيا في اثنين من المشبوه فيهم فأوقفوا أحدهم بإذن من النيابة العمومية للتأكد من مدى تورطه فيما صدرت مذكرة تفتيش ضد الثاني ويتواصل البحث عنه لايقافه في أسرع وقت ممكن.