يستعد تلاميذ الباكالوريا هذه الايام لاجتياز امتحان مادة الرياضة أو بالاحرى ال«باك سبور» ولهذه المناسبة أصبح من المعلوم أن تخصص جل العائلات التونسية مبلغا ماليا. ولكن ما يدعو الى الاستفهام هنا أن تكتسح الدروس الخصوصية أيضا مادة الرياضة والادهى والامر أن يصبح امتحان الرياضة مناسبة للاستهتار. جرت العادة أن الدروس الخصوصية تعطى فقط لمن يشكو ضعفا في مواد علمية كانت أم أدبية ولكن من الملفت للانتباه أن تكتسح أيضا مجال الرياضة. موقف التلميذ يقول أحد التلاميذ بأن هذا النوع من الحصص الرياضية يؤهل التلميذ «نفسيا» الى اجتياز امتحان ال«باك سبور» على حد تعبيره وهو الذي يرى بأن هذا الارتباك لا يمكن تجاوزه إلا في حالة التعوّد على الحركات الرياضية التي تمارس (في الجيمناستيك) ولكن بين العامل النفسي والبدني هوّة إذن عوض الدروس الخصوصية في الرياضة تكون حصص العلاج النفسي أنجع! حصص المعهد غير كافية تقول «قمر» تلميذة بمعهد وسط العاصمة بأن الحصص التي يتلقّونها غير كافية بما أن المعهد أولا لا يحتوي على قاعة رياضية والمسافة الى القاعة الرياضية حيث الدروس بعيدة على حد تعبيرها. وتضيف أيضا عامل الطقس وخاصة «إذا ما أمطرت» وهي التي ترى أن الحصص الرياضية الخاصة هي الحل وتضيف منذ شهر فيفري انخرطت بقاعة رياضية لتجاوز الموقف! القاعات الرياضية تستعد للغرض تقول إيناس مسؤولة عن قاعة رياضية وسط العاصمة إنه منذ شهر مارس المنقضي، أصبح إقبال تلاميذ الباكالوريا يتزايد خاصة هذه الايام. وتضيف بأن القاعة تؤمّن للغرض مدربين مختصين ومحترفين أما عن الاسعار فتقول إنه مع تعوّد القاعة على إقبال التلاميذ بات من الطبيعي المحافظة على الاسعار الاعتيادية للمنخرط العادي. علاوة على ما تقدم فإن كواليس الباك سبور لا تقف عند هذا النوع من الدروس الخصوصية! ولكن تتجاوزه الى حد تجميع مقدار مالي معتبر يصل أحيانا الى 2000 دينار في محاولة للاحتفال بهذه المناسبة. صخب لا متناه تقول ياسمين تلميذة بأحد المعاهد الثانوية بالعاصمة إن «للباك سبور» على حد تعبيرها رونقا خاصا. إذ ترى أن هذه المناسبة يكثر فيها الصخب والاستمتاع بإطلاق الشماريخ... فضلا عن جمع مبالغ مالية تعدّ هامة بالنسبة للتلاميذ تصل الى ألفي دينار. وتقول بكل حماس سنكتري بهذه الاموال مكانا نحتفل فيه بهذا اليوم... رأي الولي يقول السيد محمد (ولي) متهكّما «الباك سبور» وما أدراك إنه امتحان عسير ويحتاج الى تركيز والى تدريب صعب والى تغذية سليمة ولهذا يستوجب التحضير النفسي والمادي والاجواء الملائمة ومن واجبنا توفير كل ذلك. واستقطع ليقول: «إن أبناءنا تعوّدوا للاسف على أن يجعلوا من «الحبّة قبّة» وجعلوا من الامتحان مناسبة للاستهتار»...