نظرت دائرة الاستئناف الجنائي بالكاف مؤخرا في ملف جريمة قتل تاجر الفريب في القصرين قبل سنتين ونصف وقررت تثبيت الحكم الابتدائي القاضي بإعدام الشابين المتهمين شنقا. وتعود وقائع القضية الى شهر نوفمبر من سنة 2007، عندما أقدم المحكوم عليهما (29 و33 سنة) على قتل كهل في العقد الخامس من عمره بطعنات بآلة حادة وثاقبة (27 طعنة) على مستوى رقبته وصدره وقلبه ومعدته طالت بعضها شرايين القلب وأودت بحياته في الحين. وبيّنت الابحاث، أن الهالك كان يعمل تاجرا متجوّلا ويتنقل كل ليلة ثلاثاء من مدينة القيروان (موطن سكناه الاصلي) الى متجره بالڤصرين حيث يقضي ليلته حتى يتمكن من عرض بضاعته صباحا بالسوق الاسبوعية ثم يعود في المساء الى منزله بالقيروان وهي عادة دأب عليها الهالك منذ سنوات لكن يوم الواقعة كان مخالفا لسابقاتها بالنسبة لزوجته وأبنائه الذين انتظروه طويلا وحاولوا الاتصال به عبر الهاتف فلم يتمكنوا من ذلك مما جعل ابنه الاكبر يعقد العزم على السفر الى الڤصرين حيث وجد جثة والده ملقاة في ساحة المتجر وهي ملطخة بالدماء وتظهر عليها آثار العنف فلم يجد غير الاتصال بأقرب مركز للأمن. وتحوّل أعوان الامن رفقة قاضي التحقيق الى مكان الجريمة حيث عاينوا الجثة التي تم نقلها الى مستشفى المكان فتبيّن من خلال التقرير الطبي أن الهالك تعرض الى 27 طعنة بآلة ثاقبة أودت بحياته في الحين. وألقي القبض على الشابين المشبوه فيهما فتمسكا بالانكار لكن أعوان الامن واصلوا تحرياتهم وجمعوا معلومات هامة تفيد بأن الشابين انغمسا ليلة الواقعة في لعب الميسر حتى خسرا ما لديهما من أموال ثم خرجا يتجوّلان بشوارع المدينة وفي الاثناء خطرت بذهنهما فكرة قتل الهالك والاستيلاء على أمواله فلم يترددا، فتسلح أحدهما بآلة ثاقبة وتوجّها الى دكان الهالك حيث نفذا خطتهما واستوليا على أمواله وهاتفه الجوال. وبيّنت التحاليل الجينية المأخوذة من مخاط العضات الموجودة على ذراع الهالك أنها تحوي خاصيات جينية للمتهمين كما بينت التحاليل أن آثار الدماء التي وجدت على ثياب المتهمين تتطابق تماما مع فصيلة الهالك كل هذه الادلة جعلت هيئة دائرة الاستئناف الجنائي بالكاف تقرر تثبيت الحكم الابتدائي القاضي بإعدام المتهمين شنقا.