يزور تونس هذه الايام الروائي العراقي المقيم في لندن صموئيل شمعون لاعداد عدد خاص من مجلته «بانيبال» عن الأدب التونسي. هذه المجلة التي يصدرها صموئيل وهو من أصل أشوري مع زوجته مارغريت البريطانية العاشقة للعالم العربي باللغة الانڤليزية ساهمت بقدر كبير منذ سنوات في تقديم الأدب العربي الى قرّاء الانڤليزية ورغم الصعوبات المالية التي تعاني منها المجلة استطاعت الاستمرار في غياب أي دعم عربي في الوقت الذي تنفق فيه المليارات على الفضائيات العربية من أجل تنمية الفكر الغيبي وثقافة الخوف وهزّ البطن. وقال صموئيل الذي حققت روايته «عراقي في باريس» شهرة واسعة ل«الشروق» إنها المرة الاولى التي يدعى فيها رسميا لزيارة تونس التي عاش فيها جزءا من شبابه مع فصائل الثورة الفلسطينية القادمين من لبنان مطلع الثمانينات ويضيف صموئيل الذي يقول مازحا إنه يعاني من اسمه في العالم العربي إن هذه الدعوة أسعدته جدا لأنها جدّدت ذكرياته القديمة مع تونس التي «مازالت شوارعها تحتفظ بدموع حبه». ويذكر أن صموئيل يصدر منذ سنوات جريدة إلكترونية بعنوان: «كيكا» وهو النعت الذي اشتهر به والده ويلعب هذا الموقع دورا أساسيا في ربط جسور التواصل بين المثقفين العرب المنتصرين للحداثة والفكر التنويري بعيدا عن دكاكين الايديولوجيا. والمعروف عن صموئيل الذي بدأ حياته شاعرا وسينمائيا حالما استقلاليته عن كل التشكيلات العراقية وانتماؤه للانسان ودفاعه عن الحياة وحبه للناس وقد غادر العراق في أواخر السبعينات ولم يعد الى الآن.