انقشعت سحب الأزمة من سماء النادي الصفاقسي وعاد الهدوء إلى أركانه بعد الهزّة التي حدثت إثر انقطاع تيار التواصل بين رئيس الهيئة المنصف السلامي ونائبه الأول المنصف خماخم. ال«سي آس آس» استعاد عنفوانه وليس أدل على ذلك من ترشحه إلى نهائي كأس تونس بعد إزاحته لناديين كبيرين هما النادي بنزرتي ثم النادي الإفريقي ليكون لأول مرة في تاريخه حاضرا في نهائيين متتاليين كما أنه قاب قوسين أو أدنى من الترشح إلى دور المجموعات في كأس ال«كاف». غموض حول رئاسة الفريق في سياق مواز تسارعت وتيرة التحركات لترشيح شخصية وفاقية لتضطلع بمهمة رئاسة الهيئة المديرة في الموسمين القادمين وتم تطارح عدة أسماء لعل أهمها رجل الأعمال شفيق الجراية (وهو ليس الدكتور المترشح في قائمة الحفصي لانتخابات المكتب الجامعي)ويحظى الجراية بدعم كبير من هيئة الحكماء لما يتميز به من قدرة مالية إضافة إلى خبرة في التسيير اكتسبها من عمله مع الهيئات السابقة زيادة على عضويته في هيئة الحكماء وما قام به من دور كبير في الأزمة الأخيرة لرأب الصدع ولملمة الجراح. أسماء عديدة إلى جانب شفيق الجراية طرح اسم خالد القبي الذي يرى فيه العديدون الربان القادر على قيادة سفينة النادي إلى بر الأمان إضافة إلى هذين الاسمين القادرين خاصة ماليا على النجاح مع الفريق نجد اسم الرئيس الأسبق عبد العزيز بن عبد الله صاحب التجربة الكبيرة والحائز على رضى كبار الفريق إضافة إلى دعمهم المالي لكن ظروفه المهنية الحالية قد تحول بينه وبين رئاسة الفريق. الزحاف خرج ولن يعود رغم سعي الرئيس السابق صلاح الزحاف إلى العودة من جديد إلى رئاسة الهيئة إلا أن لجنة الحكماء تعارض عودته وهذا ما يجعلها مستحيلة التحقق لأن الجميع يبحثون عن شخصية وفاقية تنال رضى الجميع وهذا ما لا يتوفر في الزحاف. أما لطفي عبد الناظر فإنه ورغم ترشيحه للعودة إلى رئاسة الجمعية ورغبة الأحباء في ذلك إلا أنه يرفض العودة لأسباب مهنية مكتفيا بدوره كرئيس للجنة الحكماء التي لا تقل قيمة عن الهيئة وقامت بدور ممتاز في حل كل المشاكل التي طفت مؤخرا على السطح كما يبقى اسم المنصف خماخم مطروحا بشدة للعودة إلى الهيئة لكن كرئيس هذه المرة وليس كنائب أول للرئيس نظرا لقربه من الفريق ومعرفته بأجوائه وعلاقته الممتازة مع اللاعبين خاصة الشبان منهم كما أن الجميع الآن وقف على صحة ارائه قبل استقالته بإعطاء الفرصة للشبان لأنهم أعادوا للنادي بريقه حين نالوا فرصتهم مؤخرا. المفاجأة واردة من السلامي رغم أن المنصف السلامي أعلن مرارا وتكارا أنه لن يترشح ثانية لرئاسة الهيئة إلا أن بقاءه وارد بشدة بعد النجاحات التي حققها مؤخرا وحنكته في قيادة الفريق إلى بر الأمان بعد الأزمة الأخيرة إضافة إلى حسن تأطيره للاعبين وغرس روح البذل والانضباط لديهم كما أن المنصف السلامي نجح في حل أزمة الفريق المالية التي ورثها عن الهيئة السابقة حين تم تسديد ثلاثة مليارات من جملة سبعة إلى حد الآن ومن هنا إلى آخر الموسم سيتم تسديد أكثر من مليار لتنحصر جملة الديون إلى مبلغ بسيط لن يعيق عمل أي هيئة قادمة وقد كانت مساهمة السلامي في تذليل الديون كبيرة حيث دفع من ماله الخاص ما يناهز عن الثلاثة مليارات كما أن اللاعبين متشبثون ببقائه. منح معتبرة بعد الترشح إلى نهائي كأس تونس سينال كل لاعب منحة تقدر بثلاثة الاف دينار ووعدتهم الهيئة بضعف هذا المبلغ في صورة الحصول على كأس تونس مما حفز همم اللاعبين ودفعهم إلى البذل والعطاء بلا حساب لنيل هذا اللقب للمرة الثانية على التوالي.