تجددت امس المواجهات في الفلوجة التي تفجر فيها الليلة قبل الماضية قتال عنيف بين المقاومة والقوات الامريكية التي قصفت الحي الصناعي بالمدفعية والطيران مما اسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى.. وتنذر المواجهات الجديدة بتكرار سيناريو المعارك الضارية في افريل الماضي، والتي افضت الى اندحار القوات الامريكية خارج الفلوجة. وحسب البيانات الامريكية فإن المعركة التي استخدمت فيها الاسلحة الثقيلة من جانب قوات الاحتلال والمتوسطة والخفيفة من جانب المقاومة، بدأت بهجوم واسع على موقع امريكي شرقي الفلوجة. معارك وقصف أعمى ووفق الرواية الامريكية للاحداث فقد هاجمت مجموعة من المقاومة موقعا لمشاة البحرية (مارينز) شرقي المدينة بواسطة مدفعية الهاون والقاذفات الصاروخية والاسلحة الخفيفة.. وردّت قوات الاحتلال بقصف الحي الصناعي بمدفعية الدبابات بدعوى لجوء مقاومين الى بنايات سكنية عند الطرف الشرقي للمدينة. وأمام ضراوة المقاومة من الجانب العراقي استدعى ال «مارينز» الطائرات الحربية «إف 16» التي قصفت منزلا مما ادى الى تدميره بالكامل واستشهاد 3 على الاقل وجرح 8 من افراد العائلة التي تسكنه. وبلغت حصيلة القصف الامريكي والمواجهات التي تواصلت الى غاية الفجر 13 شهيدا و16 جريحا على الاقل حسب حصيلة قدمتها مصادر طبية في الفلوجة. ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن شهود ان ما يزيد عن 60 قذيفة سقطت على القاعدة الامريكية شرقي المدينة. وزعم جيش الاحتلال الامريكي انه لم يتكبد خسائر في الارواح وقال انه لا يعرف ما اذا كانت قد وقعت اصابات بين رجال المقاومة العراقية. وأشار بيان امريكي الى ان وحدات عراقية ساندت قوات الاحتلال في مواجهات الليلة قبل الماضية التي تركزت بالاساس في الحي الصناعي. واعادت مواجهات الليلة قبل الماضية الى الاذهان معارك افريل الماضي حيث انارت الانفجارات الناجمة عن القذائف والصواريخ سماء المدينة. وخلال القتال والقصف الامريكي العنيف كانت تلاوة القرآن المنبعثة من مآذن المساجد تُسمع بوضوح في الجانب الشرقي من الفلوجة. وتجددت امس الصدامات في محيط المدينة بين المقاومين والقوات الامريكية بعد هدوء لم يستمر سوى بضع ساعات فيما ذكرت تقارير ان قوات الاحتلال القت قنابل عنقودية على منطقة «البوعيثان» جنوبي الفلوجة. وقال وليد محمد الضابط المسؤول عن حماية مستشفى الفلوجة ان المستشفى استقبل صباح امس جريحا سقط في القتال الجديد بالحي الصناعي. وامتدت المواجهات كذلك الى مدينة الخالدية الواقعة على مسافة 20 كيلومترا من الفلوجة حيث جرح 3 اطفال وسيدتان وذكر المصدر العراقي ذاته ان الاشتباكات في منطقة الخالدية تركزت قرب جسر الصديقية.