احتضن المركب الثقافي بتطاوين أشغال منتدى تطاوين للتراث في دورته الثانية يومي 7 و8 ماي 2010 تحت شعار «حماية التراث مسؤولية الجميع» بمشاركة باحثين في التراث وأساتذة جامعيين واخصائيين من المعهد الوطني للتراث. تواصلت هذه الدورة على امتداد يومين وتضمنت الى جانب افتتاح معرض التراث على جلستين علميتين وقد تضمنت الجلسة العلمية الأولى التي ترأسها الاستاذ الضاوي موسى الباحث في التراث على عدد من المداخلات نذكر منها مداخلة د. عمار عثمان المتفقد الجهوي للتراث حول حماية التراث بجهة تطاوين: المشروع الرئاسي لترميم وصيانة القصور والقرى الجبلية، ومداخلة د. عماد صولة الباحث بالمعهد الاعلى للتراث حول المحافظة على التراث الانتوغرافي: القيمة الرمزية للتراث والممكنات الوظيفية، ومداخلة د.عبد الحميد البركاوي حول المواقع الاثرية القديمة بتطاوين بين التعريف والحماية. كما قدمت الاستاذة عائدة العذاري المهندسة المعمارية بالمعهد الوطني للتراث عرضا ضافيا حول المشروع النموذجي حماية قرية شنني وصيانة المعالم الاثرية والمواقع التاريخية بها حيث انطلق هذا المشروع منذ سنة 2007 تحت اشراف المعهد الوطني للتراث على مرحلتين مرحلة اعداد الدراسات الفنية ومرحلة التدخل الميداني بالقرية ويندرج هذا المشروع ضمن صيانة وترميم القصور الصحراوية بولاية تطاوين ويهدف الى حماية المعالم الاثرية بشنني وتوظيفها في خدمة السياحة الثقافية وإرساء أسس وقواعد ثابتة للتنمية المستديمة بالقرية والاستاذ محمد الهادي غرابي الباحث في علم الآثار والتاريخ بالجهة قدم عرضا عن الرسوم الجدارية بمنطقة غمراسن وكيفية حمايتها من الاندثار. بعد هذه المداخلات فتح باب النقاش الذي كان ثريا واتسم بالرصانة العلمية وتعلق بتصحيح بعض المفاهيم التاريخية والعلمية والدعوة الى حماية تراث الجهة من الاندثار والسرقات وعصابات التهريب الى جانب اعداد نصوص تشريعية تمكن للتصدي للنشاز والتوظيف الخاطئ للتراث الثقافي لغايات تجارية ونفعية بحتة دون مراعاة محيط القرية الطبيعي. بعض المتدخلين أشار الى ضرورة نشر المعلومة الصحيحة بين الناس حول هذه المعالم والمواقع الاثرية من تكوين وتدريب الأدلاء المحليين وإصدار النشريات وطبع المطويات للتعريف بهذا المخزون الثقافي على أوسع نطاق وبطريقة علمية صحيحة. كما تطرق البعض الآخر الى ضرورة توظيف هذه المعالم بعد صيانتها وترميمها في خدمة السياحة الثقافية وتشغيل أصحاب الشهادات العليا من الشباب العاطل عن العمل. الجلسة العلمية الثانية ليوم السبت 8 ماي 2010 تضمنت كذلك جملة من المداخلات نذكر فيها مداخلة الاستاذ الذاوي موسى الكاتب العام لجمعية أحباء ذاكرة الارض حول تجربة الجمعية في مجال حماية التراث الجيولوجي والاركيولوجي بجهة تطاوين ثم قدم الاستاذ سعيد الباروني عرضا شاملا عن تجربة جمعية صيانة جزيرة جربة وكان لها دور فعال في النهوض بالجزيرة نهضة شاملة من خلال دفع الحركة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية الى جانب حماية المحيط والمميزات العمرانية والمعمارية وصيانة الطابع التقليدي للجزيرة كما تم تقديم المدرسة البارونية خلال هذا العرض.