أضرمت معينة منزلية النار في منزل مؤجرها احتجاجا على الاستغناء عن خدماتها والاستعانة بأطباء مختصين من الخارج لعلاج ابن مؤجرتها مما خلف أضرارا مادية بالمنزل تجاوزت حدود 150 ألف دينار. حدث هذا خلال شهر ديسمبر الفارط بجهة المرسى بالضاحية الشمالية للعاصمة. وقد وجهت الدائرة المختصة للمعينة المنزلية (27 عاما) تهم إضرام النار عمدا بمحل مسكون وأحالتها بحالة إيقاف على أنظار الجنائية بمحكمة تونس الابتدائية لمقاضاتها طبق الفصل 307 من المجلة الجزائية. وحسب ما جاء في حيثيات الواقعة التي انطلقت الأبحاث فيها حين تلقى أعوان الأمن مكالمة هاتفية تفيد بنشوب حريق داخل شقة متواجدة بإحدى الإقامات بالضاحية الشمالية للعاصمة فتم التنقل على عين المكان حيث كانت سيارات الحماية المدنية قد أخمدت فعلا النيران التي أتت على المطبخ وتسرّبت الى غرفة الاستقبال وغرفة النوم فتم تحرير محضر في الغرض أذنت بموجبه النيابة العمومية بفتح تحقيق. تغيّر في السلوك وذكر صاحب البيت المتضرر ومالكه أنه انتدب المعينة المنزلية منذ ما يزيد عن الخمسة أعوام ومن بين الأعمال التي تقوم بها رعاية إبنه المريض والذي يشكو من صعوبة في النطق. وذكر أن المعينة ومنذ تاريخ انتدابها تتمتع بعدة امتيازات إلا انه ومنذ حوالي بضعة أشهر استقدم أخصائيين نفسانيين أجنبيين لمعالجة ابنه، وقد أشاروا عليه إمكانية الاستغناء عن خدماتها ولاحظ الشاكي ان المعينة غيّرت من تصرفاتها التي أضحت تبعث على الشك بحيث اغتاضت من الاخصائيين لرعايتهم للطفل وأضحت تختلق معهم المشاكل وتستفزهم وتحاول عرقلة سير عملهم، حتى تحوّلت علاقتها بهم الى علاقة متوترة الشيء الذي جعله يقرّر الاستغناء عن خدماتها.. وذكر الشاكي بكونه يوجه شكوكه نحوها وقد أدّت الأضرار الجسيمة الحاصلة بالشقة الى خسارة مالية فاقت ال 150 ألف دينار طالبا تتبع المظنون فيها عدليا. اعتراف وبسماع المظنون فيها وهي أصيلة احدى مدن الوسط اعترفت بكونها كانت مكلفة برعاية ابن مؤجرها وأنها طيلة السنوات الخمس لم تحصل على يوم واحد اجازة لتزور أهلها. وأضافت ان حالة من الانفعالات انتابتها مؤخرا بسبب منعها من زيارة أسرتها فاستغلت خروج مشغلتها من الشقة ودخلتها حيث شاهدت بالصدفة «كانون» به فحم يشتعل فتوجهت نحو غرفة الاستحمام حيث أخذت قارورة عطر وقامت بسكبها على الجدران والأثاث وعلى الأرض ومن ثم وقبل مغادرتها الشقة قامت بدفع الكانون برجلها وسكبته ارضا الى أن اشتعلت النيران وتشبثت بمادة العطر. وصرّحت المظنون فيها أنها غادرت المكان على عجل حتى لا يراها أحد، لكن بمزيد استنطاقها أنكرت اعترافها لدى باحث البداية بتفاصيل الواقعة. جناية بإيقاف المعينة المنزلية رأت الدائرة المختصة أنه ثبت من الأبحاث تعمد المعينة إضرام النار بالشقة بعد تيقنها من خلوّها والكائنة بالطابق الثاني حيث عمدت الى سكب كمية من العطر بأرجائها ومن ثم سكبت محتويات كانون به فحم يشتعل وجدته داخل الشقة الى أن اشتعلت النيران والحقت أضرارا جسيمة وتعززت الإدانة باعتراف المعينة، وبالمعاينة الموطنية لباحث البداية وبالتقرير المنجز من طرف مصالح الشرطة الفنية، وجهت لها تهمة اضرام النار عمدا بمحل مسكون طبقا لأحكام الفصل 307 من المجلة الجزائية.