قضت احدى الدوائر الجنائية المختصة باستئناف تونس مؤخرا بسجن معينة منزلية تبلغ من العمر 26 عاما بالسجن مدى الحياة بعد إدانتها باضرام النار عمدا في محل مسكون (منزل مؤجرها) كما قضت نفس الدائرة بالسجن مدى الحياة على المعينة في قضية ثانية ومماثلة أضرمت من خلالها النار في منزل طبيبين، يعملان لدى مؤجرها. وكانت «الشروق» تعرضت لكامل أطوار القضية التي شهدتها احدى الاقامات الخاصة بجهة المرسى بالضاحية الشمالية للعاصمة حين أقدمت فتاة أصيلة منطقة بوسالم من ولاية جندوبة على اضرام النار عمدا في منزلين وفي فترتين متباعدتين مما ألحق بالمنزلين أضرارا مادية كبيرة صرح مالكهما أنهما تتجاوزان ال150 ألف دينار خسائر لكل واحد منهما. الجريمة الأولى وبحسب ما جاء في ملفات القضية فإنه خلال يوم 13 نوفمبر قبل عامين تلقى أعوان الأمن اتصالا بخصوص اندلاع النيران في احدى الشقق حيث تمكن أعوان الحماية المدنية من اخماد النيران، حيث احترق أثاث المنزل على مستوى المطبخ وغرفة الاستقبال وغرفة النوم، فتم تحرير محضر أمني في الغرض أحيل على أنظار فرقة الشرطة العدلية التي واصلت فيه البحث وبموجبه أذنت النيابة العمومية بفتح بحث تحقيقي. وذكرت صاحبة المنزل أنها كانت متغيبة عن شقتها حين اندلعت فيها النيران. خسائر مادية وأكد مالك العقار وهو مؤجر المعينة المنزلية، أنه انتدب هذه الفتاة منذ 5 سنوات للعمل لديه والاهتمام بطفله الصغير المصاب بنوع طفيف من الإعاقات وأنه قرر مؤخرا الاستغناء عن خدمات المعينة والاستعانة بخبراء أجانب نفسانيين، مؤكدا أن الخسائر المادية التي أصابت شقته توازي 150 ألف دينار. الجريمة الثانية بعد يومين فقط من اندلاع النيران في الشقة الأولى... استنجد بعض السكان بأعوان الأمن حيث تبين أن الشقة بالطابق الثاني قد اندلعت فيها النيران... وقد تمكن أعوان الحماية المدنية من اخمادها وبلغت الخسائر المادية لهذه الشقة ما يوازي خسائر الشقة الأولى. اتهامات ووجهت الشكوك نحو المعينة المنزلية التي صرحت واعترفت للشاكية الأولى بكونها هي من أضرمت النار انتقاما من مؤجرها الذي قرر الاستغناء عن خدماتها. اعترافات وصرحت المعينة المنزلية المتهمة في القضيتين المنفصلتين أنها كانت تعمل لدى الشاكي قبل حوالي 5 سنوات وكانت تعتني بابنه الصغير المعوق ولم تتمكن من الحصول على إجازة لزيارة أهلها مما أثر على نفسيتها كما أن مؤجرها أضحى يرغب في الاستغناء عنها وقد استخدم طبيبين أجنبيين لابنه فعمدت في اليوم الأول إلى استغلال فرصة خروج قريبة المالك من الشقة وأخذت قارورة عطر وقامت بسكبه على الجدران والأثاث وعلى الزربية ومن ثم استغلت وجود «كانون» مشتعل ودفعته برجلها إلى الأرض وغادرت المكان قبل أن يراها أي أحد. وبمزيد سماع المعنية اعترفت بكونها وبعد الحادثة الأولى بيومين توجهت نحو الشقة الثانية حيث يقيم الطبيبان وبعد أن تيقنت من مغادرتهما توجهت نحو غرفة النوم فعثرت على قارورة عطر بالخزانة فقامت بسكبها على الأثاث ومن ثم أشعلت النيران بواسطة «ولاعة» وغادرت المكان نحو الشقة السفلية حيث يقيم مؤجرها وحيث تعمل. إلا أن أعوان الحماية المدنية حلوا بالمكان وأخمدوا النيران. وبررت المعينة الجرائم التي أقدمت عليها بحالتها النفسية في تلك الفترة. وأثناء المحاكمة طالبت المتهمة التخفيف عنها. السجن مدى الحياة هيئة المحكمة المنتصبة رأت فيما أقدمت عليه المتهمة خطورة تهدد الأشخاص والأملاك، حيث أنه لولا تدخل أعوان الحماية المدنية في مناسبتين لالتهمت النيران كامل العمارة خاصة لوجود الأسلاك الكهربائية وأنابيب الغاز وقررت الدائرة سجن المتهمة بقية العمر، من أجل إضرام النار بمحل مسكون طبقا لأحكام الفصل 307 من المجلة الجنائية. ضم الحكمين وبمثول المتهمة أمام هيئة المحكمة بخصوص جريمة اضرام النار عمدا الثانية، قررت هيئة المحكمة إقرار الحكم الابتدائي بسجنها بقية العمر مع تحميلها المصاريف القانونية، وباسعافها بضم هذا العقاب مع العقاب المحكوم به عليها في قضية اضرام النار الأولى.