بدت أمس واشنطن و نيويورك في حالة تأهب قصوى بعد أن تحدثت الحكومة الأمريكية عن احتمال شنّ تنظيم «القاعدة» ضربات تستهدف مراكز مالية كبرى محلية ودولية في ناطحات السحاب. وانقسم الديمقراطيون بين مصدق ومشكك في تصريحات ادارة بوش باعتبار أن الاشارة الى التهديدات الجديدة جاءت في أوج الحملة الممهدة لانتخابات الرئاسة في نوفمبر القادم. وعددت الحكومة الأمريكية الأهداف التي قد تكون عرضة لضربات «القاعدة» المحتملة ومن بينها مقرا صندوق النقد الدولي والبنك الدوليين في واشنطن ومبنى البورصة ومراكز شركات كبرى بنيويورك اضافة الي مراكز مالية أخرى في نيوجرزي المجاورة لنيويورك. استنفار وفي مؤتمر صحفي بواشنطن كان وزير الأمن الداخلي «توم ريدج» قد أعلن رفع مستوى التأهب الأمني من اللون الأصفر (مرتفع) الى اللون البرتقالي (مرتفع جدا) وهو ما يعني أن هناك معلومات محددة حول احتمال حدوث هجمات. وخلافا للوسائل المستخدمة في هجمات 11 سبتمبر، تحدثت تقارير المخابرات الأمريكية عن احتمال استخدام شاحنات محملة بالمتفجرات لضرب الأهداف التي أشارت إليها السلطات الأمريكية. وأغلقت أمس قوات الأمن نفقا كبيرا في نيويورك يربط نيوجرزي بحي مانهاتن الكبير حيث توجد العديد من ناطحات السحاب التي تضم مراكز مؤسسات مالية كبرى أمريكية وعالمية. ومنعت الشرطة مرور الشاحنات بجميع أنواعها عبر هذا النفق مما يعكس خوف السلطات المحلية من احتمال استخدام الشاحنات المفخخة مثل ما حدث عام 1993 حين استخدمت شاحنة ملغمة في الهجوم على مركز التجارة العالمي (الذي دمرته ضربات 11 سبتمبر). وفي واشنطن حيث البيت الأبيض والكونغرس، انتشر أمس عدد كبير من أفراد الأمن بكلابهم المدربة على اكتشاف المواد المتفجرة، حول مقري صندوق النقد والبنك الدوليين وفق ما قاله مسؤول كبير في الشرطة المحلية. كما تعززت اجراءات الأمن الى حدّ كبير حول المبنى الفيدرالي الذي تطبع فيه الأوراق النقدية الأمريكية. وكانت حالة التأهب في نيويورك قائمة من قبل باعتبار أن المدينة ستحتضن في نهاية الشهر الجاري المؤتمر القومي للحزب الجمهوري، لكن عمدة المدينة «مايكل بلومبرغ» قرّر مع ذلك زيادة مستوى التأهب. وفي نيويورك ونيوجرزي المجاورة، أقامت الشرطة المحلية حواجز معدنية حول مقر مجموعة «برودنتل فاينانشيل» الكبيرة فيما انتشرت قوة حراسة كبيرة في المنطقة. وقال أمس وزير الأمن الداخلي الأمريكي توم ريدج مجددا أنه لا توجد معلومات تشير الى هجمات وشيكة لكنه قال في الوقت ذاته أنه لا يمكن معرفة متى قد يقع الهجوم. وأشار ريدج في مقابلة مع محطة «سي ان ان» الى أن مصادر المعلومات التي أدت الى رفع حالة التأهب متعددة المصادر. ونقلت أمس صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين كبار في الادارة الأمريكية أن محمد نعيم نورخان (25 عاما) وهو عضو في تنظيم «القاعدة» اعتقل في منتصف جويلية الماضي يمثل مصدر تلك المعلومات. ووفق المصادر ذاتها فإن خان وهو مهندس اعلامية ربما أعدّ ل»القاعدة» نظام اتصال يتيح نقل معلومات عبر رسائل مشفرة. كما أتاح اعتقال أحمد خلفان الجيلاني في باكستان قبل أيام اكتشاف وثائق تتضمن معلومات حول أهداف محددة في واشنطنونيويورك. انقسام ديمقراطي وقال أمس المرشح لانتخابات الرئاسة عن الحزب الديمقراطي جون كيري أنه ينبغي أخذ التهديدات الجديدة على محمل الجد. ورفض كيري اتهام خصمه الديمقراطي السابق هوارد دين لادارة بوش باستخدام قضية التهديدات «الارهابية» لأغراض سياسية لكنه اعتبر في الأثناء أن سياسة ادارة بوش تشجع على تجنيد «الإرهابيين». أما بوش فطلب أمس من الكونغرس انشاء منصب يتولاه شخص يشرف على كل ما يتعلق بالمخابرات ومكافحة «الإرهاب».