استقبل مستشفى عزيزة عثمانة بالعاصمة عشية السبت 5 جوان الجاري وفدا من تلاميذ اعدادية المنجي سليم بسيدي رزيق من ولاية بن عروس في زيارة ود ومؤازرة لنزلاء قسم أمراض الدم من الأطفال. الوفد الزائر تكون من عشرين تلميذا وتلميذة يؤطرهم عدد من الاساتذة ضمن نوادي المسرح والصحة ومن منظمة التربية والأسرة وكان في استقبالهم جميعا أكثر من عشرين طفلا من نزلاء المستشفى مرفوقين بمن يسهر على حالهم من اطارات طبية وشبه طبية وأولياء مرافقين من تونس والمغرب وموريطانيا مشهد البداية كان مؤثرا جدا، أطفال في عمر الزهور لا يتجاوز أكبرهم الرابعة عشر عاما يغادرون أسرة المرض الملعون وينزلون الى حيث اللقاء بكل هدوء وأدب تخيم على محياهم سحابة المرض وبعضهم يحمل كمامات وقاية على الأنف والفم والمشهد أكثر وطأة من أن ينقل وصفه... كل تدابير سلامة المرضى والضيوف قد اتخذت ووجوم الموقف لم يدم طويلا اذ سرعان ما انخرط الجميع في مسار هادف لنسيان الألم وانشغل الأطفال تدفعهم حاجة فطرية ورغبة جامحة في الفرجة واللعب... الهدايا الطفولية البريئة كانت حاضرة، انبثقت في الجميع بهجة رغم الداء وتحول أثاث الأمسية الى تواصل بين جميع الحاضرين تلاميذ ومرضى وأولياء مرافقين لهم وأساتذة واطار طبي وشبه طبي... ورشة الماكياج أو القيافة ورسم وجوه حيوانات ومهرجين وشارلي شابلن بمساعدة أستاذ المسرح السيد الطاهر عيسى بن العربي وتحت رعاية الاطباء المشرفين... كل هذا أمن كثيرا من المرح للأطفال فسروا أيما سرور وتلاشت وحشة المرض. المشاهد المسرحية الكوميدية الحية التي أنجزها تلاميذ نادي المسرح بإعدادية سيدي رزيق تابعها الأطفال بلذة فاطمأنت الخواطر وسكنت الآلام ولو الى حين وقال الأطفال «نريد المزيد...» الاطار الطبي المرافق تحدث عن ايجابية الأثر النفسي الذي تحققه مثل هذه الزيارات للأطفال المرضى الذين لا يختلفون عن أترابهم من حيث الحاجة الى اللعب الذي قد لا يتاح لهم كثيرا. زيارة تلاميذ اعدادية سيدي رزيق الى مستشفى عزيزة عثمانية حققت أكثر من غاية تربوية توعوية صحية وانسانية فحبذا أن تتعدد وتتكرر وتنتشر فكم من طفل في حاجة الى مثلها وكم من مقعد أو معوق أو شيخ في دار عجز أو فاقد سند يتوق الى مثل هذا الزيارة. الفعل المسرحي التلمذي من اعدادية سيدي رزيق ومن نسج على منوالها فعل نبيل جدا والأمر فيه درس للكثيرين.