عضو مجلس النواب عن التجمع الدستوري الديمقراطي هكذا هو شباب تونس، معزز بحاضره، متطلع الى غده المشرق وهو يقطع نحوه الخطى بكل ثبات لرفع التحديات مع قائده الذي راهن عليه من منطلق ايمانه بأنه قوة فاعلة في صنع الحاضر واستشراف المستقبل، وإن في احداث برلمان الشباب رسالة سياسية بليغة المعاني بما تتيحه من فرص المشاركة في الشأن العام وإبداء الرأي في المسائل الشبابية في خطوة تهدف بالخصوص الى نشر الثقافة الديمقراطية وتعميق الوعي لدى هذه الفئة بالانتماء الى الوطن وتعزيز الولاء له وترسيخ ثقافة التسامح والتضامن وحقوق الانسان وتنمية الشعور بأن الحريات والحقوق تمارس في نطاق القانون والمسؤولية في ضوء قيم الجمهورية. ويأتي انطلاق برلمان الشباب متزامنا مع الاحتفال بذكرى اعلان النظام الجمهوري وهو تزامن يعبر عن رهان النظام السياسي في تونس على الشباب لترسيخ قيم الجمهورية والحفاظ على مبادئها وتعتبر هذه المؤسسة الحديثة الفضاء الأمثل لتطوير شخصية الشباب من خلال تشريكه في تناول القضايا الاجتماعية الراهنة والمستقبلية في خطوة تعد اضافة نوعية لمختلف أشكال التحاور مع الشباب وسبر آرائهم على غرار الاستشارات الشبابية الوطنية ومنابر الحوار التي ميزت سياسة تونس الحكيمة في التعاطي مع الشأن الشبابي. ان مبدأ التعددية السياسية الذي ستكرسه تركيبة برلمان الشباب سيسمح بتوسيع دائرة الممارسة الديمقراطية ومزيد فتح آفاق مشاركة الشباب في الحياة العامة في اطار خصوصية التجربة التونسية التي تعتمد الخيار التمثيلي للشباب عبر الأحزاب السياسية وتنظيم مشاركتهم في الحياة العامة ضمن احترام القيم الجمهورية ونبذ أشكال العنف والتطرف. وبرلمان الشباب هو تجسيم لما تضمنه البرنامج الانتخابي لسيادة الرئيس الذي وضع أهدافا في أفق سنة 2014 ومن بينها الهدف الأول الذي تضمنه هذا البرنامج «خطى جديدة على درب الديمقراطية وترسيخ التعددية» وما برلمان الشباب الا إحدى هذه الآليات لتحقيق هذه الخطى بعد أن خص رئيس الدولة شباب تونس بعناية متميزة ورسخ الحوار معه على أوسع نطاق من خلال الاستشارات الشبابية الدورية فقد أفضى الحوار الشامل مع الشباب الذي انتظم سنة 2008 الى اعتماد ميثاق شبابي حول الثوابت والخيارات الكبرى التي يلتزم بها الشباب وفي نطاق دورية الاستشارات التي أقر تنظيمها الرئيس بن علي كل خمس سنوات أذن سيادته في 20 مارس الماضي بالانطلاق في تنظيم الاستشارات الشبابية الرابعة تحت شعار «شباب قادر على رفع التحديات» وكذلك الشروع في انجاز المسح الميداني الذي يكون منطلقا لاعداد دراسة معمقة حول أوضاع الشباب ومواقفه وسلوكياته وقيمه وتطلعاته بما يوفر لمختلف المؤسسات والهياكل الوطنية ما تستأنس به من معطيات وتوجهات تساعدها على وضع البرامج والخطط التنموية. وبمبادرة من سيادة الرئيس زين العابدين بن علي يعقد هذا العام مؤتمر عالمي للشباب برعاية منظمة الأممالمتحدة وبالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية يحضره الشباب من كل أنحاء العالم، يتوج بإصدار ميثاق دولي يكون الرابطة الوثقى التي تشد شباب العالم الى القيم الكونية المشتركة. لقد تركزت الجهود على تنمية مواهب الشباب ومؤهلاته في مختلف الميادين المعرفية والعلمية والثقافية الى جانب الحرص على تهيئة الظروف الملائمة لكي يتفوق ويتألق وقد رسخت لفائدته تقاليد جديدة مكنته من المساهمة في الحياة العامة بالتخفيض في سن الانتخاب من 20 الى 18 سنة، وبإحداث برلمان الشباب يتأكد أن تونس تمضي قدما في تكريس حياة الحرية والديمقراطية فالشاب الذي يتربى في رحاب البرلمان على قواعد الحوار هو بالتأكيد رجل الغد الداعم للديمقراطية وعنوانها.