انتقال أسامة السلامي الى النادي الافريقي أسال الكثير من الحبر وتفرق أحباء الأحمر والأبيض الى شقين بين مهلل ومرحب بالنظر الى خصال هذا اللاعب الكروية ومحترز بسبب ما قيل عن عدم انضباطه ولذلك كان لا بد من الالتقاء به والحديث معه عن تحوله إلى الافريقي والعقد الجديد وطموحاته والانضباط وأسباب خروجه من الملعب التونسي والعديد من الأشياء الأخرى التي تجدونها في الحوار التالي : * كيف وجدت أجواء الافريقي بالمقارنة مع الملعب التونسي؟ لا يمكن المقارنة بين أجواء الفريقين ولكل فريق تقاليده وظروفه في الحصة الأولى من تمارين الافريقي كان الحضور الجماهيري مميزا وكأننا في مقابلة ودية وهذا كنت أتوقعه. * وماذا عن المغادرة الجماعية في الملعب التونسي؟ بالنسبة لي أنا ابن الملعب التونسي وحاولت أن أعطي فرصة لمسؤولي البقلاوة حتى تستمر العلاقة ولكن كان من المستحيل أن تتواصل وبالنسبة الى مغادرة بقية اللاعبين لا أعرف التفاصيل وكل ما أعرفه أن البقلاوة لها ظروف صعبة ولا يمكنها الاحتفاظ بعديد اللاعبين الذين يثقلون كاهل الفريق والمسؤول يجب أن يتحرك بحكمة. * يوجد الآن في الافريقي ثلاثي من أبناء الملعب التونسي وهم السلامي والورتاني والسليتي وأغلبهم تعرض الى العقوبات سابقا؟ بالنسبة الى الورتاني كان صغيرا ومندفعا وهو من اللاعبين الذين يرفضون الهزيمة والظلم خاصة. وعندما حرمنا الحكم من الانتصار في البطولة العربية أندفع وتعرض الى عقوبة وهذا موجود في الرياضة. ومن هذه التجارب يتعلم اللاعبون وأنا متأكد أنه استفاد كثيرا من هذه الهفوة ومن حيث المستوى الكروي أعرف أنه لاعب متألق وقد يكون أحد أفضل لاعبي البطولة في الموسم القادم لأن له عديد الخصال غير المتوفرة عند لاعبي الوسط. واذا كانت انتدابات الافريقي ممتازة فإن الورتاني سيكون الأفضل أما بالنسبة الى السليتي فهو مهاجم متكامل وطبعه حاد نسبيا ولكن ذلك اقترن بفترة الشباب وقد أصبح الآن أكثر مرونة وصديق الجميع وهذا سيساهم في نجاحه هذا الموسم بعد أن تأقلم مع أجواء النادي في الموسم الفارط. * المرزوقي كذلك مستواه تراجع في الملعب التونسي؟ حمدي قدم مستوى جيدا مع الملعب التونسي في عديد المقابلات وربما تراجع نسبيا لأنه كان لاعبا دوليا عندما كان في الافريقي ويشارك في البطولات القارية والاقليمية باستمرار. * وماذا عن السلامي؟ هناك حقيقة لا بد أن أعترف بها وهي أني لم أكن مؤطرا كما يجب في الفترة السابقة وتأثرت سلبا بالمحيطين بي. ولم أقم في السابق بالتحضيرات اللازمة في بداية الموسم وكثيرا ما أعود متأخرا للتمارين وهذا يؤثر على اللاعب في كامل الموسم لأن التحضيرات القوية والممتازة في بداية الموسم هي الوحيدة القادرة على ضمان النجاح. وعموما تعلمت الكثير من التجارب السابقة وأريد أن أبدأ صفحة جديدة في حياتي. * وما سر هذا التغيير؟ هناك حقيقة أخرى أريد أن أعترف بها وهي أن والدي وراء هذا الانقلاب في حياتي هو الذي وقف الى جانبي وحاول اعادة تأطيري وعلمني أن حياة الرياضي قصيرة ويجب أن يضحي ويؤجل حياته الخاصة الى حين وأريد أن أؤكد انطلاقا من السنة الحالية أن السلامي بامكانه أن يكون أفضل بكثير. * ولكن الافريقي له عديد اللاعبين في خط الوسط والمنافسة ستكون قوية؟ السلامي لا يخشى المنافسة وأعرف حقيقة امكاناتي وأعرف جيدا أني قادر على النجاح وعلى الافادة وهذا لا يمكن أن يفسر على أنه مجرد غرور المهم بالنسبة لي أني أعرف كل لاعبي الافريقي سواء الذين كانوا في الملعب التونسي أو الآخرين مثل المولهي والخلفاوي والميساوي وغيرهم وكلهم أصدقائي وهذا عامل هام لتحقيق النجاح. * قيل في البداية أن الافريقي سيفرط في السلامي بعد انتداب تراوري بصفة نهائية ألم يزعجك ذلك؟ إذا حاولت الاستماع لما يقال وقراءة ما يكتب سأغرق في هذا البحر. ومنذ البداية كانت هناك رغبة متبادلة اذ وصلتني عديد العروض وفضلت الافريقي على الجميع وأعلم أيضا أن الافريقي أعد قائمة كبيرة للانتدابات ثم فضل التعاقد مع السلامي لأنه يعرف جيدا قدراتي الحقيقية. أعرف أيضا أن فريق باب الجديد لا ينتدب بالصدفة ولذلك فإن الكلام الذي قيل مردود على أهله. * لا بد الآن أنك تعاني من الارهاق لأن التمارين شاقة جدا؟ أعترف أن التمارين شاقة جدا وكأنها تدريبات عسكرية اذ نتدرب بمعدل ثلاث حصص في اليوم ولكننا نعلم أن ذلك هو السبيل الوحيد لتحقيق النجاح. وأريد أن أضيف أن هذه التمارين فيها الكثير من المتعة لأنها متنوعة وهناك احاطة كاملة باللاعبين سواء من طرف المدربين وخاصة المعد البدني وكذلك المسؤولين والأجواء بين اللاعبين ممتازة. * مدرب الافريقي الجديد عبر عن اعجابه بك وقال أن السلامي له زاد فني محترم؟ هذا عامل آخر مشجع ويرفع من معنوياتي ويحثني على مزيد العمل والتضحية. * ولكن لومار قال سابقا هذا الكلام، ثم تخلى عنك؟ أعلم ذلك وأعتقد أن لومار لم يتخل عني وبصراحة لم أكن متحمسا لخوض تجربة المنتخب أذكر في هذا المجال أن لومار جاء بعد مونديال كوريا واليابان وكانت لي ظروف صعبة في تلك الفترة ولومار ركز كثيرا على حماس اللاعبين وعندما تحدثت معه تبين له أني غير متحمس للعب لفائدة المنتخب فلم يجدد لي الدعوة. * ألا تخشى أن يقع لك نفس السيناريو الآن؟ ذكرت لك سابقا أن هناك تغييرات ذاتية على مستوى العقلية والطموح وأريد أن أوضح أن الفرق الكبرى التي تشارك باستمرار في المسابقات القارية والاقليمية تحث اللاعبين على الانضباط والتضحية واللاعبون لا يخضعون الى راحة مطولة خلال الصيف على عكس الأندية الأخرى حيث تكون الراحة مطولة ويبتعد اللاعبون عن التمارين وأجواء اللقاءات. * العقد الذي يربطك بالافريقي فيه الكثير من البنود التي تهددك بالعقوبة اذا تخلفت عن التمارين أو المقابلات فكيف أمضيت على هذا العقد؟ هذا دليل أني لا أهتم بهذه الأشياء وأني لن أتخلف هذا الموسم عن أية حصة تدريبية واني أريد أن يكون الموسم القادم بمثابة التعويض عن المواسم الفارطة. * بماذا تريد أن تختم هذا الحوار؟ أريد أن أقول أني مدين للملعب التونسي لأنه هو الذي عرف بالسلامي و»صنعه» وأريد أن أعد الافريقي بالسلامي الجديد وأن أنتظر من الآن جمهور الافريقي الذي كنت سابقا أنتظر لقاء البقلاوة والافريقي لأشاهده.