هو لاعب سطع نجمه بسرعة خيالية وأفل بسرعة ايضا بعد ان تطاول على احد الحكام ذات يوم وتعرض الى عقوبة مطولة. لعب لفائدة شبيبة القيروان والملعب التونسي والنادي الافريقي رغم انه مازال في بداية الطريق. «الشروق» التقته لتحاوره في عديد المسائل اهمها انتقاله الى الافريقي وطموحاته وطموحات فريقه والبطولة الوطنية وعن العقوبة الطويلة التي قضاها وما خلفته في نفسه وهذا ابرز ما جاء في الحديث مع الورتاني. * أخيرا عدت الى النشاط؟ الحمد لله الموسم الفارط كان صعبا جدا وكنت اتدرب واكتفي في نهاية الاسبوع بالفرجة وهذا صعب على اللاعب. * بماذا كنت تشعر طوال السنة الفارطة؟ كنت اشعر وكأني في سجن او كأني طفل صغير حرم من امه، احيانا يتعرض اللاعب الى الاصابة ولذلك يتفهم الوضعية وقد يبتعد عن الملاعب لفترة طويلة ولكنه يقتنع بذلك لأنه يعلم انه تغيب لأسباب خارجة عن نطاقه. لكن عندما يعلم انه هو السبب في غيابه وفي حرمانه من اللعب فهذا صعب جدا. * الأكيد انك تعلمت الكثير من هذه التجربة؟ تعلمت درسا لن انساه طوال حياتي، والخطأ الذي ارتكبته سأندم عليه طوال حياتي. احمد الله الآن اني تعرضت الى هذا الحادث وانا في بداية الطريق وربما لو حصل ذلك بعد سنوات لانقطعت عن النشاط. * وكيف كنت تتدرب؟ اللاعب يتدرب كامل الاسبوع وينتظر المقابلة وينتظر المنافس ويعد نفسه حسب البرامج. اما انا فكنت انتظر المجهول والحمد لله اني علمت بنصائح العائلة والاصدقاء والمدربين الذين كانوا يؤمنون بامكاناتي ولذلك تدربت بانضباط وكأني لاعب اساسي. وكنت اعلم ان المواضبة على التمارين ستسهل عودتي اما ابتعادي والغياب المتواصل عن التمارين ستجعلني انطلق من النقطة الصفر. * وكيف كان الانضمام الى الافريقي؟ اتصل بي مسؤولو الافريقي وحصل الاتفاق بسرعة كنت متلهفا الى العودة وهذا سهل الانتقال الى باب الجديد. * يبدو ايضا ان لهفتك على العودة قللت من قمةالصفقة ماليا؟ هذا صحيح كما ان غيابي على النشاط جعل اسهمي تتراجع كثيرا ولو كنت في حالة نشاط في الموسم الفارط لكانت قيمة الصفقة افضل بكثير وأريد ان اشير ايضا اني على عكس الفترة السابقة اصبحت لا افكر في المال. * هذا يعني انك كنت تفكر في المال سابقا؟ هذا صحيح وعندما كنت صغيرا وفي بداية مسيرتي كنت افكر في المال ومازلت اذكر ان الترجي الرياضي اتصل بي عندما كنت انشط في القيروان ولكن عرض الملعب التونسي كان افضل بكثير ففضلت الانتماء الى «البقلاوة». * وماذا جنيت من الانتماء الى الملعب التونسي؟ فضل «البقلاوة» كبير هي التي قدمتني كلاعب معروف على الساحة الوطنية وهي التي فتحت لي الابواب ولذلك انا مدين لهذا الفريق بالكثير من الاشياء. * وفريقك الاصلي؟ هو المكان الذي نشأت فيه وعلمني ابجديات الكرة والشبيبة بمثابة عائلتي ومازلت احن الى القيروان واحب المدينة والناس هناك والشبيبة ايضا. * نعود الى الافريقي كيف استقبلك جمهور الاحمر والابيض؟ هناك مثل يقول «تسمع بالمعيدي خيرا من ان تره» ولكن هذا المثل لا ينطبق على جمهور الافريقي بل العكس هو الصحيح لأني سمعت عنه الكثير ولكن عندما اصبحت اعيش بين احباء الافريقي اكتشفت الكثير من الاشياء. هناك اشياء لا يمكن ان تصدق لو حدثوك عنها. كنا في عين دراهم حيث اجرينا تربص بداية الموسم ورغم ارتفاع درجة الحرارة وانشغال الجميع ب «خلاعة» الصيف فإن الجمهور التحق الى هناك وكان يواكب التمارين وهذا لا يحصل مع اي فريق آخر. في كلمة سنرضي هذا الجمهور بالحصول على الالقاب وجمهور الاحمر والابيض لن يرضى بغير ذلك. * ولكن تلك الجماهير لم تأت من تونس وانما هي جماهير المدن المجاورة؟ اذا اعتبرنا ذلك صحيحا فهذا اكثر اهمية. جماهير الافريقي في كل مدينة وكل حي. كما اريد ان اشير الى الجماهير الغفيرة التي تابعت اللقاء الودي امام النجم فاقت كل التوقعات واتمنى ان نرد الجميل لهذا الجمهور العظيم. * ولكن جماهير الافريقي صعبة جدا هذا أكيد والذي يحب بعنف بنتقد بعنف ايضا. واللاعب الذي تتغنى باسمه الجماهير يجب عليه ان يتحمل ضريبة الانتقادات. * واجهتم النجم وديا وانهزمتم وانتصر النادي الصفاقسي على الترجي فكيف ترى المنافسة هذا الموسم؟ بطولة هذا الموسم ستكون مشوقة وصعبة بقطع النظر عن النتائج التي ذكرتها. المستوى اصبح متقاربا الى ابعد الحدود. النادي الافريقي انتدب مجموعة كبيرة من اللاعبين واستعد جيدا والنجم هو الآخر انتدب بعض اللاعبين والمدرب مراد محجوب خاصة والنادي الصفاقسي له مجموعة شابة لكنها ممتازة والملعب التونسي الذي فرط في عديد اللاعبين بإمكانه ان يحدث المفاجأة. * انت ذكرت مراد محجوب لكن كيف تحكم على مدرب الافريقي؟ دون رمي الورود هو مدرب كفء يعرف ماذا يفعل وكيف يتعامل مع المجموعة بعدل ونزاهة. احيانا تعتقد انه صعب جدا واحيانا اخرى تجده يتعامل بلين وكأنه صديقك. * هل تقول هذا الكلام لأنك لاعب اساسي؟ ومن قال اني اساسي هناك منافسة كبيرة والبقاء سيكون للأفضل. * هناك عديد اللاعبين في نفس المركز «بيفو» فكيف تتعايش مع المنافسة؟ قبل وصولي الى الافريقي كنت اعلم ان هناك في نفس المركز توري والمولهي وربما الخلفاوي ووسام يحيى وهناك منافسة شريفة ولكنا اصدقاء والمهم ان الافضل هو الذي يلعب وان يستفيد الافريقي من هذه المنافسة. هناك مدرب وملعب وجمهور ووسائل الاعلام وكلها ستلعب دور الحكم. * هل جئت الى الافريقي بحثا عن الالقاب؟ عندما انتقلت الى الافريقي كنت مقتنعا بنسبة كبيرة جدا ان فريق باب الجديد هو الذي سيعيدني الى المنتخب والى الاضواء. اجواء الافريقي صعبة والجمهور يدفع اللاعب الى ان يبذل كل ما له من طاقة. اما بالنسبة الى الالقاب فهي قادمة بالتأكيد الافريقي الحالي بامكانه رفع الالقاب والمجموعة الموجودة بامكانها اللعب الى اكثر من لقب في نفس الوقت. * وكيف تحكم على انتدابات الافريقي؟ الافريقي انتدب فريقا كاملا تقريبا (حارس مرمى و4 مدافعين و3 لاعبين وسط) وهذا يعني منطقيا انه في حاجة الى بعض الوقت حتى يحصل الاندماج ويعرف كل لاعب زملاءه جيدا وخصال كل واحد. اما من حيث القيمة الفردية لكل لاعب فهم ليسوا في حاجة الى شهادتي تراوري مثلا نعرفه جيدا عندما تابعناه مع الاسماعيلي والمنتخب المالي والسلامي يعرف الجميع امكاناته. وكل القادمين الى الافريقي هذا الموسم قادرون على تقديم الاضافة بكل تأكيد. * الجمهور الرياضي لاحظ التغيرات الكبيرة لسلوك السلامي على الميدان فماهي الاسباب حسب رأيك؟ احيانا يجد اللاعب نفسه مجبرا على تغيير الاجواء حتى يتطور مردوده وليتدرب برغبة اكبر. واللاعب مثله مثل التلميذ او الطالب الذي يكون متألقا ثم يمر بظروف صعبة وتتراجع معدلاته ولكنه يعود فجأة الى تألقه واعتقد ان السلامي سيكون هذا الموسم نجم البطولة بدون اية مجاملة؟ * من الى جانب السلامي تراه قادرا على التألق هذا الموسم؟ هناك عديد اللاعبين وعادة لا افضل ذكر الاسماء حتى لا انسى البعض واظلم البعض الآخر ولكن هناك السلامي وكذلك طارق الزيادي وهناك لاعب شاب في الملعب التونسي هو وليد الظاهري هو لاعب وسط وعندما تتوفر له الفرصة ستشاهدون لاعبا موهوبا. * كنت بعيدا عن المنتخب والاكيد ان حكمك سيكون اكثر موضوعية من الذين ينتمون الىه؟ المنتخب كان يعيش مرحلة شك تواصلت على امتداد مسيرته وتعاقب المدربون والاجيال ولم ينجحوا في الفوز بكأس افريقيا وكان في حيرة من امره وعندما نظمنا كأس افريقيا كانت اقلية نادرة تؤمن بحظوظنا وبقدرتنا على الحصول علي اللقب الافريقي ولكن المدرب واللاعبين والمسؤولين حققوا انجازا تاريخيا وفتحوا مسارا جديدا لكرة القدم التونسية ولذلك اهتمت الاندة الاوروبية بالمواهب التونسية وتوفرت الفرص لحقي والسعيدي والجعايدي والعياري وبعد نجاح هؤلاء ستفتح الابواب اكثر. واحتراف اللاعب التونسي ونجاحه ستكون له انعكاسات ايجابية كبيرة على كرة القدم التونسية بالتأكيد.