في انتظار استئناف النشاط الرسمي للنادي الصفاقسي في اطار الدور الأخير قبل العبور لدور المجموعات في كأس «الكاف» والترجي للاستعداد لأولى مباريات المجموعة في رحلة القبض على رمز رابطة الأبطال مثلت مباراة السبت الفارط اختبارا جدّيا قبل لقاء السبت القادم الذي سيكون فيه الفريقان معززين بجل الركائز الأساسية وانتدابات آخر لحظة. رغم بعض الغيابات من هنا وهناك فإنّ المستوى الفني للقاء كان مقبولا عموما مع أفضلية طفيفة للفريق المحلي الذي كان الأكثر استحوذا على الكرة والأكثر تنظيما وتماسكا في مباراة استعمل فيها الفريقان نفس الرسم التكتيكي (4 2 3 1) بتعبئة خط الوسط والتركيز على التوغل من الأجنحة واعتماد رأس حربة وحيد يونس ثم أوشي للسي.آس.آس واينرامو كمهاجم صريح للترجي. غيابات افتك لاعبو السي.آس.آس، منطقة وسط الملعب في أغلب ردهات اللقاء مستغلين غيابات الترجي المؤثرة والمركّزة في الوسط بجانبيه الدفاعي بغياب كل من روجي والقربي والهجومي بتخلف كل من المساكني والدّراجي في حين غاب عن صفوف أصحاب الأرض لاعبا الارتكاز البرقاوي والهمامي. فرصة للتأكيد أمام تعدّد الغيابات استنجد المدربان بعديد الشبان الوافدين من الآمال على غرار كمون والمنصّر من السي.آس.آس والخنيسي من الترجي ومثلت المباراة فرصة للمنتدبين الجدد للاندماج كالدريدي وغنّام وللتأكيد بالنسبة للعائدين من الاعارة كسامح الدربالي وهاشم عبّاس. هدفان رائعان هدفا المباراة جاء في الشوط الأول وكلاهما كان غاية في الروعة وإثر تسديدة الأول افتتح به شمّام النتيجة اثر مخالفة مباشرة أسكنها الزاوية التسعين والثاني اختطف به أوروك التعادل بعد سلسلة من المراوغات أوجد بها الثغرة التي سدّد من خلالها في شباك نوّارة، بوعزي وزعيّم بدورهما سدّدا بصورة مكثفة في اتجاه المرمى، لكنهما لم يوفقا كزميليهما ولو أن تسديدات زعيم كانت الأخطر والأقرب الى الشباك خاصة إثر ارتطام كرته بالعارضة بعد مخالفة مباشرة. صبغة رسمية بوصفها مباراة «كلاسيكو» وحوار تقليدي اتخذت المباراة شكلا رسميا رغم الطابع الودي وتميّزت بالاندفاع المبالغ فيه أحيانا ووزعت البطاقات الصفراء من هنا وهناك وارتفعت الحرارة في كثير من الأحيان وبحثا الفريقان عن اختطاف هدف الفوز الى غاية اللحظات الأخيرة. «الفوفوزيلا» في المهيري يمكن القول إنّ الحضور الجماهيري وإن لم يغطّ جميع مدرجات الملعب إلاّ أنه كان محترما بالنظر الى طابع المباراة والبث المباشر لها فضلا عن تزامنها مع لقاء المونديال بين اسبانيا والباراغواي، ويمكن القول إن الجماهير ساهمت في ارتفاع حرارة اللقاء وكانت أكثر حضورا وتشجيعا لفريقيهما مقارنة بجماهير المنتخب في لقاء بوتسوانا، واللافت أن «الفوفوزيلا» نجمة المونديال بامتياز كانت حاضرة ويبدو أنها ستصبح ظاهرة المدرجات في ملاعبنا هذا الموسم بعد موسم طغت فيه الشماريخ وفعلت ما فعلته بأصحابها وفرقها. مردود طيب ولكن.. غياب العمق الهجومي كان القاسم المشترك بين الفريقين فانرامو كان في عزلة شبه تامة لغياب الفعالية في خط الوسط في حين تبقى مسألة غياب مهاجم هداف معضلة السي.آس.آس في الخط الأمامي في حين تميزت بقية الخطوط بالتجانس ففي الدفاع الأخوان عباس وبن صالح اتسم مردودهما بالصلابة اللازمة وكان خط الوسط فعالا في افتكاك الكرة ومموّلا للهجوم بالكيفية المطلوبة وقد برز بشكل لافت كل من أوروك وتوري وعلولو الذي أقحم في الشوط الثاني. في حين من الترجي برز كل من بوعزّي الذي كان مصدر بالخطر في بداية المباراة والهيشري الذي برهن عن قدرته على الاضافة رغم دخوله المتأخر في المباراة. رويد وعروض سويسرية حمدي رويد، الذي تابع المباراة كمتفرّج أكد سفره وسط هذا الأسبوع الى سويسرا بعد تلقيه عرضين من فريقين سويسريين. وقد أوضح أنه سيخوض بعض الاختبارات الفنية والطبية قبل الانضمام رسميا إلى أحد الفريقين.