تلقّت محكمة الجنايات الدولية صفعة مزدوجة من تشاد ومن الاتحاد الافريقي مساء أمس الأول وذلك بعد الحفاوة الكبيرة التي استقبل بها الرئيس السوداني عمر حسن البشير في العاصمة نجامينا وفي قمة تجمع دول الساحل والصحراء حيث رفض القادة الأفارقة التهم الموجهة إليه، إضافة الى خطوات تحسين العلاقات التي اتخذها رئيسي البلدين خلال الزيارة. واعتبر محلّلون سياسيون أمس أن رفض تشاد القاء القبض على البشير أثناء زيارته لها يشكل ضربة جديدة لمصداقية المحكمة الجنائية الدولية الا أنه من المستبعد أن يكون مستهجنا من قبل الدول الافريقية التي تعرف متى تنتصر مصالحها الامنية على اعتبارات حقوق الانسان. نهاية حرب الوكالة وقالت رولاكي أكينولا المحللة لدى مؤسسة أوراسيا «سيؤدي اتخاذ قرار القاء القبض عليه الى نتائج عكسية... الهدوء النسبي على الحدود قد يتعرض للخطر.» وكانت أكينولا تشير الى الهدوء الهش منذ ابرام هدنة في فيفزي الماضي خلال حرب بين البلدين تدار بالوكالة منذ سنوات من خلال متمردين على الدولتين. وتعتبر زيارة البشير لتشاد والتي تستغرق ثلاثة أيام لحضور قمة اقليمية هي أول زيارة يخاطر فيها بالتوجه الى دولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية منذ أن طلبت المحكمة التي تتخذ من لاهاي بهولندا مقرا لها اعتقال البشير في اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ابادة جماعية في اقليم دارفور بغرب السودان. واستقبل الرئيس التشادي ادريس ديبي البشير بحفاوة رسمية كاملة في المطار وأعلنت حكومة ديبي أن البشير سيعود الى بلاده «آمنا سالما» رافضة أي الزام عليها بالقاء القبض على رئيس دولة وهو يشغل المنصب. وفي بادرة محسوبة لحسن الجوار جاءت في وقتها طرد السودان عشية وصول البشير للعاصمة التشادية نجامينا كلا من محمد نوري وتيمان ارديمي وهما من أبرز زعماء التمرد التشاديين. وجاءت الخطوة اثر اتفاق وقع هذا العام يقضي بأن يمتنع كل طرف عن تأييد المتمردين على الطرف الاخر الذين تسببوا في الدمار منذ أن حمل متمردو دارفور السلاح في عام 2003 متهمين الخرطوم باهمال الاقليم القاحل. وينتمي كثير من المتمردين في دارفور الى قبيلة الزغاوة التي ينتمي اليها الرئيس التشادي. خطوة في وقتها وقال ارنست يان هوغندورن مدير مشروع دراسات القرن الافريقي في المجموعة الدولية لمعالجة الازمات «كلا الطرفين سيرغبان في أن يظلا على وفاق ومن مصلحتهما أن يفعلا ذلك». ولهذا الرأي صدى يتجاوز حدود الدولتين. وهناك تحفظات على توقيت صدور أمر الاعتقال ضد البشير حيث يطلب الاتحاد الافريقي من المحكمة الجنائية الدولية تأجيل أي اجراء ضد رئيس السودان خشية أن يزيد ذلك من حدة التوترات في البلاد في فترة حاسمة في جهوده لإحلال السلام. وقد رفضت دول مجموعة تجمع (سين صاد) كل التهم الموجهة الى البشير مساء أمس الأول ممثلة في رؤسائها ال12. ومن جانبهم يبدي الذين يؤيدون الاستفتاء على انفصال جنوب السودان كفرصة لحسم الصراع بين الشمال والجنوب فتورا إزاء فكرة عزل البشير. وقال يوناس جار شتوري وزير خارجية النرويج ان مذكرتي اعتقال البشير يجب ألا « تشل» الجهود الدولية لدعم عملية السلام. وبينما عدلت أوغندا عن قرارها الاصلي بعدم دعوة البشير لحضور قمة للاتحاد الافريفي تعقد في كمبالا في مطلع الاسبوع القادم قال مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ان الرئيس الاوغندي يوويري موسيفيني حذر أيضا البشير من أنه سيعتقل اذا حضر القمة، على حدّ زعمه.