أكدت آخر البحوث الميدانية ان حوض المتوسط بلغ مرحلة متقدمة من مراحل التدهور بفعل ما يزيد على 200 من منشآت الطاقة، والصناعات البيتروكيميائية، ومصانع المواد الكيميائية، والكلورية، وما يحمله اكثر من 80 نهرا رئيسيا من تلوث. وفيما يتعلق بمياه الصرف الصناعية تشير التقارير الى ان 66 مليون متر مكعب من مياه الصرف غير المعالجة التي تحتوي على العناصر الغذائية، ومركبات الفينول والزئبق، والرصاص والكروم والزنك والزيوت المعدنية، تدخل مباشرة الى البحر كل عام. ويضاف الى هذا مشاكل انسكاب النفط في البحر وسائر الحوادث المرتبطة بتلوث البحر. **اجراءات مدروسة وتقوم تونس سنويا بتنظيم العديد من الاجراءات، والتدابير لمراقبة الشواطئ، وتهيئتها وتحديد نوعية المياه في اماكن الاصطياف خاصة اثناء فصل السباحة، وذكر السيد محمد صويد من وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي في رده على اسئلتنا حول الاماكن الصالحة للسباحة، ووضعية الشواطئ التونسية من الناحية البيئية والاجراءات المتخذة لمراقبتها وتهيئتها بشكل دوري ان الوكالة تجري عملية تنظيف آلي للشواطئ على امتداد فصل الحرارة (من اوائل جوان الى 15 سبتمبر) وذلك بحراثة الرمال لإخراج الأوساخ، والمواد الصلبة المتراكمة ثم يقع غربلة هذه الرمال وتحليلها للتأكد من سلامتها. وقد اثبتت التحاليل ان هذه الرمال نظيفة تماما وصالحة ولا تمثل خطرا على المواطن (0 ميكروب)،وتساهم في هذه العملية الهامة والدقيقة وزارة السياحة التي تتولى صيانة وتنظيف الشواطئ الساحلية. مياه سليمةلكن ماذا عن نوعية المياه في شواطئنا؟ يجيب الاستاذ محمد صويد باعتباره رئيس لجنة العناية بالمحيط الساحلي ان تحليل المياه يعتمد تصنيفا رباعي الاضلاع، فهناك الصنف (أ) ويخص الاماكن الخالية من الميكروبات، والصنف (ب) الخاص بالمياه التي يوجد بها القليل من الميكروبات في اللتر الواحد بمعدل يقل كثيرا عن النسب المسموح بها عالميا، اما الصنف (ج) فيهمّ المياه التي تحتوي على نسبة ميكروبات في اللتر الواحد قريبة من المؤشر العالمي، بينما يعتبر الصنف الأخير كارثيا لأنه يهم المياه والشواطئ التي تتجاوز المؤشر العالمي في معدلات الميكروب في اللتر الواحد. واكد محدثنا ان اكثر من 90 من الشواطئ من الصنفين (أ) و(ب) اي انها نظيفة وصالحة للسباحة ولا تمثل خطرا على المصطافين. اما النسبة المتبقية فتخص الشواطئ القريبة من مصبات محطات التطهير والفواضل. لذا وجب على المواطن تجنب السباحة في هذه الاماكن التي يمكن التعرف عليها بسهولة، وبالعين المجردة. ويقول السيد محمد صويد: «اعتز شخصيا بسلامة شواطئنا من التلوث بحكم الاجراءات والتدابير المتخذة لمراقبتها، وتهيئتها بشكل دوري ومدروس. وتقوم وكالتنا سنويا بتنفيذ برامج تحسيسية موجهة خصيصا للأطفال بمساعدة العديد من الجمعيات البيئية والبحرية والمختصة في العمل التطوعي وذلك من خلال تركيز خيميات بيئية يشرف عليها منشطون مختصون في التوعية البيئية لضمان اصطياف بلا مشاكل.