احتفظت مسافرة بقطع مصوغ تابعة لها داخل قطعة قماش وضعتها وسط احدى حقائبها لكن بوصولها الى البلد المقصود لم تعثر على المصوغ، وكشفت الأبحاث عن تورط 3 عمال شحن بمطار تونس في عملية السرقة وموظف بشركة طيران وصائغين. أحداث هذه القضية سجلت قبل أشهر بمطار تونسقرطاج وقد وجهت الى المتهمين الخمسة الذين احتفظ بهم رهن الإيقاف تهم السرقة باستعمال خصائص الوظيف طبقا لأحكام الفصول 32 و258 و264 و114 من المجلة الجزائية. وحسب ما جاء في أطوار القضية التي عهد بالبحث فيها لأعوان فرقة الشرطة العدلية بمحافظة المطار أنه بتاريخ شهر جانفي تقدمت مواطنة الى مقر الفرقة بالمطار وصرّحت أنها قبل أسبوع واحد فقط سافرت على متن احدى الرحلات الجوية الى مدينة اسطنبول وأنها قبل ركوبها الطائرة أودعت حقيبة سفرها بمكاتب التسجيل التابعة للخطوط بالخدمات الأرضية إلا أنها وبوصولها الى البلد المقصود تسلّمت حقيبة سفرها وتفطّنت الى فقدان مصوغها من داخلها، وبفتح محضر في الغرض أصرّت المسافرة على تتبع الجناة عدليا مؤكدة أن حقيبتها متوسطة الحجم ومغلقة بصفة عادية وأن مصوغها كان ملفوفا في «محرمة» عادية وهو ذو قيمة مادية هامة. وبتحرير محضر في الغرض أذنت النيابة العمومية بفتح بحث تحقيقي أسفر عن ايقاف 5 أشخاص من بينهم موظف بشركة طيران و3 عمال ترصيف وصائغي. وقد تبين أن العملة استغلوا عملهم في ترصيف الحقائب واستولوا على مصوغ المسافرة ومن ثم ساعدهم الموظف في اخراج ذاك المصوغ من المطار قبل أن يسلّموه لصائغي عمد الى إذابته لإخفاء معالم الجريمة والأدلة. اعتراف وبسماع المتهم الأول اعترف بالجريمة التي ارتكبها حيث أنه زمن الواقعة كان يباشر عمله بساحة ايواء الطائرات وهو مكلف بنقل البضائع رفقة المتهمين الآخرين في القضية حين عثر على «صرّة» بها كمية من المصوغ فاتفق مع زميله على تسليمها لرئيسهما المباشر وهو رئيس فريق المتهم رقم 3 في القضية والذي أخفى المسروق لديه الى حين تسليمه للموظف الذي ساعدهم في اخراج المصوغ من المناطق المحجرة على العموم وهو الاعتراف الذي صرح به المتهم الثاني في القضية، في حين أصرّ الموظف لدى قلم التحقيق على براءته نافيا عن نفسه تهمة المشاركة ومتراجعا عن تصريحاته لدى باحث البداية التي أنكر التصريح بها. وكشفت التحريات أن عاملي الترصيف والمسؤول عنهما توجهوا نحو مقهى بجهة المرسى حيث سلّموا المسروق الى المتهم الخامس في القضية وهو مساعد صائغي والذي اقتنى كامل المسروق بقيمة مادية جدّ ضئيلة هي 2500 دينار قبل أن يسلمه الى الصائغي الذي لم يدوّن العملية بالدفاتر الخاصة بها ومن ثمّ عمد الى إذابة قطع المصوغ لإخفاء أدلة الجريمة، ولم تسترجع الشاكية من مصوغها الا بعض قطع الأساور لا غير. إدانة خلال الأبحاث تمّ إيقاف 6 أشخاص على ذمة القضية من بينهم عاملا الترصيف ورئيسهما المباشر وموظف خطوط الطيران والصائغي ومساعده وقد رفضت مطالب الافراج في حقهم حيث تمّ الافراج مؤقتا فقط عن الموظف من سجن إيقافه، ورأت الدائرة المختصة بعد اختتام الأبحاث في القضية أن المتهمين الثلاثة الأوائل استولوا على كمية من المصوغ كانت داخل حقيبة سيدة مسافرة من داخل مخزن الطائرة وقد تمكنوا من اخراج المسروق من المناطق المحجرة على العموم بمساعدة أحد الموظفين الذي تكفل بعملية الاخراج ومن ثمّ بيع المسروق بسعر زهيد، وأن الجريمة وقعت باستعمال خصائص الوظيف باعتبارهم كانوا مباشرين لعملهم أثناء ارتكاب عملية السرقة.