القدس المحتلةبيروت (وكالات) : فجّرت القناة الأولى في التلفزيون الاسرائيلي قنبلة حين قفزت فوق المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وأصدرت قرارا ظنيا نيابة عن المدّعي العام للمحكمة دانيال بلمار بدت مضامينه اسرائيلية بامتياز من خلال المعلومات المسمومة والاسماء المنتقاة وصولا الى الزعم بأن من المستحيل ان ينفّذ قياديون كبار في «حزب الله» جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري دون علم أمين عام الحزب حسن نصرالله. فقد استبقت القناة الاسرائيلية صدور القرار الظنّي عن المحكمة الدولية بتوجيه اتهام صريح الى «حزب الله» باغتيال الحريري، وقالت إن المحكمة الدولية ستتهم القيادي في الحزب مصطفى بدرالدين بالمسؤولية عن الاغتيال. اتهامات مفبركة وقال معلّق الشؤون العربية في القناة الأولى الإسرائيلية عوديد غرانوت إن الحديث يدور عن اسم المشتبه المركزي لدى لجنة التحقيق الدولية، وأشار الى ان لبنان يعيش على برميل بارود وأن البرميل سينفجر عندما تشير المحكمة الدولية الى اسم المشتبه به وهو مصطفى بدرالدين. وأشارت القناة الاولى الاسرائيلية الى ان مصطفى بدرالدين المكنّى ب«إلياس صعب» كان اليد اليمنى للشهيد عماد مغنية الذي وصفته بأنه رئيس أركان «حزب الله» الذي اغتيل في 12 فيفري 2008. وأوضح غرانوت أن بدرالدين كان عنصرا مركزيا في جهاز عمليات «حزب الله» وقال إن اللبنانيين يفهمون أن اتهام مصطفى بدرالدين باغتيال الحريري يعني «هزّة أرضية». وردا على سؤال حول امكانية ان ينفّذ بدرالدين عملا دون علم نصرالله قال غرانوت إن ذلك مستحيل في «حزب الله». وقد ذكر موقع عبري مختص في الشؤون الاستخباراتية إن نصرالله عين بدرالدين خليفة لمغنية. وأضاف موقع «ديبكا» أن بدرالدين وهو صهر عماد مغنية يُعرف بأنه الرجل الوحيد في «حزب الله» الذي يعرف أسامة بن لادن ليكون رجل الاتصال بين الحزب و«القاعدة» وايران. مصداقية المحكمة في الميزان وقد انتقد المتحدث الاعلامي باسم «حزب الله» حسين رحال أمس ما أذاعته القناة الاولى للتلفزيون الاسرائيلي بشأن اعتزام المحكمة الدولية اتهام قيادي بارز في الحزب باغتيال الحريري. مشيرا الى ان هذه التصريحات تشكك في مصداقية المحكمة. وتساءل رحال عن كيفية وصول تلك المعلومات الى اسرائيل وعن طبيعة العلاقة بين الاحتلال والمحكمة الدولية التي أنشئت عام 2007 بموجب قرار صادر عن مجلس الأمن الدولي. وأشار رحال الى ان «التحقيقات التي تجريها المحكمة من المفترض ان تكون سرية للغاية والتقرير المتوقع لم يصدر بعد فكيف اطلعت اسرائيل على نتائج التحقيق قبيل اعلانه؟ موضحا ان التصريحات الاسرائيلية واتهاماتها تعتبر «فبركة» والغرض منها بلبلة الجو ونشر التوتر في الاجواء قبيل اعلان التقرير الرسمي». وأوضح رحال ان «التسريبات الاسرائيلية حول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تفرض أسئلة محرجة بشأن العلاقة الخفية بين المحكمة التي يُفترض انها دولية ومستقلة ودولة الاحتلال التي توجه اليها أصابع الاتهام في اغتيال الحريري».