هل نجحت حركة الديمقراطيين الاشتراكيين بعد عقد مؤتمرها السابع في تجاوز انقساماتها وهل نجح اسماعيل بولحية في أن يكون فعلا بعد هذا المؤتمر الأمين العام الذي وحّد الحركة رغم أن البعض كان يعتبره جزءا من الانقسامات التي ضربت حركة ظلت رغم كل الانقسامات متواجدة على الساحة السياسية ورغم كل التشتت الذي أصابها ورقة مهمة في اللعبة السياسية وصاحبة المركز الثاني بعد الحزب الحاكم وصاحبة نصيب الأسد في حصة المعارضة بالبرلمان... هل يدوم «وفاق» مؤتمر لم يسلم من انتقادات النواب كما لم يسلم أبدا من غضب البعض من أبناء الحركة؟ وهل سينجح بولحية في التعامل مع مكتب سياسي يضم 26 عضوا بما فيهم الأمين العام ويضم الكثير من الاتجاهات والآراء... تغطية سفيان الأسود ** المكتب السياسي الجديد: 10 أعضاء «لبولحية» و6 «للمحسني» وصفاقس غائبة... ضم المكتب السياسي الوفاقي الجديد لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين 26 عضوا بما في ذلك الأمين العام اسماعيل بولحية وهو ما يجعله من أكبر التشكيلات القيادية في الاحزاب السياسية في تونس. ومن خلال دراستنا لتركيبة المكتب السياسي الجديد نلاحظ وجود 10 أعضاء من المحسوبين على «اسماعيل بولحية» و10 أعضاء يُحسبون على مجموعة محمد مواعدة (الامين العام السابق للحركة) و6 أعضاء فقط يُحسبون على مجموعة «الطيب المحسني» زعيم التيار المنشق في مؤتمر مارس 2001. في حين يملك الامين العام اسماعيل بولحية اغلبية مطلقة في المجلس الوطني مقابل تقارب في نسبة الاعضاء المحسوبين على كل من «مواعدة» و»الطيب المحسني». وبيّنت تركيبة المكتب السياسي غياب بعض الجهات عن التمثيل اهمها جهة صفاقس رغم ثقلها ووزنها داخل الحركة اضافة الى وزنها الانتخابي كما غابت عن التمثيل جهات سيدي بوزيد وقفصة وهي جهات كانت تعدّ سابقا من معاقل الحركة. وجاءت تركيبة المكتب السياسي الجديد كالتالي: الامين العام اسماعيل بولحية. جلال الاخضر. عبد اللطيف البعيلي محمد نجيب الحداد عبد الكريم الخلوي محمد الرياحي عمار الشكماني عزالدين الشماري الصحبي بودربالة ابراهيم الطوير علية العلاني مختار العينوس سعاد الغربي حسين الماجري الطيب المحسني العروسي النالوتي فتحي النوري زينب بن زكور علي بن سعيد الناصر بونتوف رمضان درويش احمد زغدان زاكي شعباني صالح شعيب منجي كتلان محمد رجاء ليتيم. ** بولحية: الترشح للرئاسية موكول للمكتب السياسي عقد السيد اسماعيل بولحية صباح امس ندوة صحفية بمقر الحركة سلط فيها الضوء على المؤتمر السابع للحركة اكد فيها نجاح المؤتمر في تجسيد الوفاق ولم شمل كل مجموعات الحركة. وقال «بولحية» بخصوص تركيبة المكتب السياسي اننا اعتمدنا التوزيع الجغرافي وادخال اطارات جديدة وتواجد العنصر النسائي لاول مرّة مؤكدا في نفس الوقت ان بعض الجهات غير ممثلة في المكتب السياسي وستكون متواجدة بقوّة في الهيئات الاخرى مثل جهة صفاقس التي تتواجد في هيئة المستشارين التي تضم 26 عضوا. وبخصوص ترشح الحركة للانتخابات الرئاسية القادمة قال بولحية ان حركتنا لن تقاطع أية انتخابات وسنقدم قائمات في كل الدوائر في الانتخابات التشريعية وبالنسبة الى الرئاسية فإن المؤتمر اوكل الى المكتب السياسي امر النظر في الترشح الى الرئاسية بما يتماشى مع مصلحة البلاد والحركة. وقال اتمنى ان تكون الانتخابات القادمة نقلة نوعية. وحول وجود بعض الغاضبين في المؤتمر قال «بولحية» ان كل مؤتمر لابد له من اخذ ورد والغضب سيزول وقد تجنبنا كل تشنج ومهمتنا تجاوز الخلافات والمؤتمر انتهى بأخف الاضرار. وبخصوص غياب جهة صفاقس في المكتب السياسي قال بولحية اننا اعتمدنا عدم الاقصاء وصندوق الاقتراع كان جاهزا والنواب قبلوا الوفاق. وأضاف «بولحية» الذي تحدّث بحضور عدد من أعضاء المكتب السياسي الجديد أن باب الحركة مفتوح للجميع وقد نجحت في جمع كل المجموعات ووجود عمل مواز لا يُلزم الا اصحابه. ** «خلف الله» يصنع المفاجأة و»العلاني» ينتقد «المستيري» و»مواعدة» و»بولحية» صنع نائب الامين العام السابق للحركة محمد علي خلف الله المفاجأة عندما تدخل في ا ليوم الثاني للمؤتمر ووجه انتقادات لاذعة للأمين العام السابق «محمد مواعدة» وأعلن انه لن يترشح لعضوية المكتب السياسي وغادر بعدها النزل الذي احتضن المؤتمر. وكان واضحا ان خلف الله لم يكن موافقا على ما كان يدور بخصوص الوفاق وطالب باعتماد جرعة انتخابية تعطي ربما مصداقية للمؤتمر. ويبدو أن موقف خلف الله وانسحابه من تشكيلة المكتب السياسي اطلق العنان للكثير من التخمينات حينها بمدى نجاح الوفاق ونجاح المؤتمر. لكن «خلف الله» صنع المفاجأة مرّة ثانية بحضوره يوم الاحد من جديد الى النزل ليكتفي بأن يكون عضوا في المجلس الوطني للحركة. ومن أبرز التدخلات التي عرفها المؤتمر تدخل «علية العلاني» عضو المكتب السياسي الجديد الذي وجه خلالها انتقادات الى مؤسس الحركة أحمد المستيري والى الامين العام السابق محمد مواعدة والأمين العام الحالي اسماعيل بولحية. وقال العلاني في مداخلته ان احمد المستيري تنكّر للحركة التي كوّنها دون مبرر وهذا غير معقول. وبخصوص فترة الأمين العام السابق محمد مواعدة قال علية العلاني ان السكريتاريا التي احدثها كانت كارثة على الحركة من حيث احتكار القرار داخل المكتب السياسي. وحول الامين العام الحالي «اسماعيل بولحية» قال علية العلاني وهو أستاذ تاريخ معاصر بالجامعة التونسية انه يعاب على الاخ «بولحية» ان خطاباته في السابق كانت أحيانا عامة لا توجد فيها صلابة وتحليلا معمقا للواقع السياسي لكن ما قام به من مجهود في لم الشمل في هذا المؤتمر يغفر له اخطاءه لانه «منّع الشقف». ** هكذا تم اختيار أعضاء المجلس الوطني أسدل الستار ظهر يوم الأحد على المؤتمر السابع لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين بعد أن تواصلت الأشغال طيلة ثلاثة أيام بحضور أكثر من 200 نائب.ليلة الأحد، كانت أطول ليالي المؤتمر حيث رفعت الأشغال بعد الساعة الثالثة من صباح يوم الأحد وتم خلال ساعات الليل الطويلة الاستماع الى التدخلات بشأن اللوائح في الوقت الذي كان ينتظر فيه النواب الاعلان عن قائمات أعضاء المجلس الوطني والمكتب السياسي وفي الوقت الذي تضمن فيه البرنامج الرسمي للمؤتمر الاعلان عن تنظيم انتخابات المكتب السياسي والمجلس الوطني بعد الساعة التاسعة مساء.. أروقة وزوايا بالنزل الذي احتضن المؤتمر تحولت الى ما يشبه «البورصة» حيث يتم تداول أسهم الكثير من الأسماء. كانت الأخبار التي تتواتر في كل حين وفي كل ساعة تربك الكثيرين فلا أحد الى حد صباح يوم الأحد كان يملك حقيقة من سيكون ضمن تركيبة المكتب السياسي والمجلس الوطني وبرز حينها أن «كبار» الوفاق ورموزه لم يحسموا بعد أمر قائمات الهياكل القيادية وهو ما شكل مفاجأة للكثيرين داخل مؤتمر وفاقي غابت عنه الانتخابات. البعض من النواب داخل المؤتمر اعتبروا أن تأخير الاعلان عن قائمات أعضاء المكتب السياسي والمجلس الوطني قد يكون عملية مقصودة لتمرير الأسماء وتجنب احتجاجات ممكنة في الوقت الذي لم يكن فيه أي تبرير لعدم الالتزام بما جاء في البرنامج. وأمام الانتظار الطويل لاعلان تركيبة الهياكل القيادية كانت الأخبار تؤكد أن اجتماعات تتم في غرف النزل ضمت خاصة الطيب المحسني ومحمد رجاء اليتيم المسؤول عن الهياكل في الحركة قبل المؤتمر لم تحسم بعد الترتيبات النهائية وهو ما دعا بعض المجموعات والأفراد إلى محاولة التحرك بناء على معلومات وصلتهم بخصوص عدم تمثيلهم خاصة في المجلس الوطني بعض الأفراد والنواب كانت لديهم تطمينات تؤكد تواجدهم ضمن قائمة المجلس الوطني في حين أشارت الأخبار الى وجود «فيتو» من بعض «الكبار» بخصوص أسماء أخرى ثبت فعلا عدم تواجدها في القائمة النهائية. لكن الثابت أن اختيار أعضاء المجلس الوطني خاصة لم يكن خاضعا لتوازنات حقيقية بقدر ما كان خاضعا لرغبات وحسابات كبار «الوفاق» وهو وفاق الأغلبية فيه بكل المقاييس لصالح الأمين العام اسماعيل بولحية...