تولّى موسى بن نصير رسميا ولاية أفريقية سنة 85 هجرية (704م) بمرسوم صادر عن والي مصر عبدالعزيز بن مروان الذي نجح في إقناع شقيقه أمير المؤمنين عبدالملك بن مروان بضرورة تعيين موسى واليا على إفريقية خلفا لحسّان بن النّعمان وقد جاء في ردّ عبدالملك على إقتراح شقيقه عبدالعزيز «قد بلغ أمير المؤمنين ما كان من رأيك في عزل حسّان وتولّيه موسى، وقد أمضى لك أمير المؤمنين ما كان من رأيك وولاية من وليّت». اختيار موسى بن نصير لهذه المهمّة الإستراتيجية بالنسبة للحكم الأموي كان نتيجة خبرته بشؤون مصر وأفريقية إذ قضى سنواتا طويلة في خدمة عبدالعزيز بن مروان والي مصر كما كان قريبا من قادة الجيش الذين رافقوا عقبة بن نافع في فتحه للقيروان وقد ساهم في الإعداد لحملة عقبة وقد قضى فترة طويلة في دراسة الاسباب التي أدّت الى فشل محاولات تثبيت أسس الحكم الإسلامي وإرتداد البربر عن الإسلام بسبب التأثير البيزنطي وقد صاغ موسى بن نصير خطّته لنشر الإسلام في أفريقية وإستكمال فتح المناطق الجبلية الصعبة في الجزائر والمغرب وصولا الى المحيط الأطلسي بعد تمحيص طويل لشهادات القادة والجنود الذين شاركوا في الحملات المتتالية على أفريقية وقد تبيّن لموسى بن نصير أن الفتح لن يكتمل ما لم تكن هناك دولة عربية إسلامية قويّة وهو ما فعله في القيروان وتذكر المصادر التاريخية أنّ حملة موسى بن نصير كانت هي الأخيرة فبعدها لم يرتدّ أحدا عن الإسلام الذي جاوزحدود جنوب المتوسط ليصل الى أسبانيا. وتذكر المصادر أيضا أنّ هناك الشخصية القيادية القويّة لموسى بن نصير هي التي جعلت إفريقية تخضع له خضوعا كاملا ليعدّ بعد ذلك لفتح الأندلس.