يقول أحمد بن أبي الضياف في كتابه «إتحاف أهل الزمان بأخبار ملوك تونس وعهد الأمان» عن عودة موسى بن نصير من الأندلس» وفي سنة خمس وتسعين (713م) رجع من الأندلس بما أفاء اللّه عليه، وفي أواخر السّنة بلغ القيروان فخرج الأعيان للقائه، ولم يدخل القيروان، ونزل قربها بقصر الماء وقال لأصحابه «أصبحتم اليوم في ثلاث نعم، هي كتاب أمير المؤمنين بالشّكر والثناء، وكتاب ابني عبدالعزيز يصف ما فتح اللّه عليه في الأندلس، وأمّا الثالثة فهاهي «ورفع ستارا، فإذا وراءه جوار كالبدور الطوالع، عليهن أفخر الحليّ، فقال له علي بن رباح المسلمي من أصحابه أيّها الأمير انا أنصح الناس إليك، ما من شيء انتهى إلاّ ورجع، فأرجع قبل أن «يرجع بك» فتاب الى اللّه وأنكسر قلبه وفرّق تلك الجواري في الحين. ويضيف» ثمّ رحل الى المشرق وترك ابنه عبداللّه على إفريقية وابنه عبدالعزيز في الأندلس وابنه عبد الملك في طنجة، وحمل معه بقيّة أولاده مروان وعبد الأعلى، وغيرهما، ومعه أشراف النّاس من قريش والأنصار ووجوه العرب والبربر وأبناء الملوك من الأندلس. ولمّا بلغ مصر لم يبق بها عالم ولا وجيه ألا تعرض له، فأحسن صلتهم، ثمّ خرج من مصر فوافاه كتاب الوليد بن عبدالملك يأمره بحث السير، ليدركه في قيد الحياة وكان مريضا. ووافاه أيضا كتاب سليمان بن عبدالملك، وليّ العهد، يأمره بالتأنّي ليكون وصوله في أوّل دولته وينسب الفتح إليها، فأبى إلاّ الوفاء لصاحبه وهو الواجب عليه حيث أمره أميره بحث السيّر.